للمؤلف: جمال حسن الحمصي
"ويؤكد الكتاب على مبدأ التكامل المعرفي بين كتابين : كتاب الله المسطور ( القرآن الكريم ) لاكتشاف السنن الاجتماعية والمعرفة الأخلاقية الأساسية من ناحية ، وكتاب الكون المنظور (العلم التجريبي) لاكتشاف المعرفة والقوانين الطبيعية من ناحية أخرى ، وكلاهما ضروري لتقدم المجتمعات العقلانية وبناء الدولة التنموية والمستقرة."
الصفحة(8)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ويقترح الكتاب عوامل نجاح حرجة لتقدم المجتمعات وبناء الدول العقلانية تشمل: تعزيز العقلية السننية في مؤسسات المجتمع التربوية والإعلامية وغيرهما، وتقوية رأس المال الاجتماعي والأخلاقي، وتطوير مؤسسات التشاركية والشورى والتدافع والتواصي بالحق، وإقامة إقتصاد تنافسي غير ،احتكاري وبناء مؤسسات منع الظلم والفساد والترف، ودعم الشفافية والحوكمة الرشيدة"
الصفحة(8)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"- دراسة اجتماعية مُقارنة تقيم المنهج الوضعي وتعرض المنهج القرآني البديل في اكتشاف القوانين المجتمعية الكبرى الثابتة والمطردة Invariant Grand Societal Laws مع تطوير مدخل متداخل ومتعدد التخصصات في استعراض القوانين والسنن الإلهية وإثبات منطقها وقوتها النسبية في التفسير والتنبؤ والسيطرة مقابل نظريات العلوم الإجتماعية الوضعية التي أخفقت في اكتشاف قوانين بناء المجتمع والدولة العقلانية."
الصفحة(19)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"علم القرآن التنموي هو علم تفسيري تقريري واقعي يُعنى بالاكتشاف الموضوعي لقوانين وسنن تقدم المجتمع العقلاني وبناء الدولة التنموية على مستوى عالٍ وعالمي استناداً إلى قطعيات القرآن الكريم"
الصفحة( 23 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"أما انتقاء النصوص وتأويلها لأي قانون فهي قضية هامة وحساسة ولابد من أدائها وفقاً لأكثر المناهج موضوعية وتجرداً بعيداً عن النظرة الأيديولوجية والتحيزات المذهبية والأدلة الشرعية المتشابهة (المتشابهات)"
الصفحة(28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" هنالك اهتمام متزايد من قبل الباحثين المسلمين المعاصرين بعلم أو فقه السنن الإلهية التي أودعها الله في الحضارات والأمم والمجتمعات والدول ، سواء أكان ذلك على المستوى العام (مفهوم السنن وخصائصها وبعض أنواعها) أو على مستوى سنة معينة (مثل سنة انحطاط وهلاك الأمم وفقه التدافع)ولاشك بأن الواقع العربي المتردي والتعطش إلى التنمية الحقيقية وإلى الرفعة الحضارية هي من أبرز العوامل المفسرة لهذا الإهتمام المتزايد ومن الصعوبة بمكان حصر كافة الدراسات المعدة في هذا المجال ،"
الصفحة(34)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"فمسؤولية الإنسان عن أعماله - بغض النظر عن أصله وجنسه ومعتقده- ومسؤولية المسلم عن أعماله ونتائجها علي وجه الخصوص يتطلب شرحا كاملاً حول العلاقات المتشابكة بين أربعة قواعد شرعية تربط بين الفعل ونتائجه هي :
(١) قاعدة الأخذ بالأسباب، (٢) قاعدة الاستخارة والتوكل لا التراخي والتوكل ، (٣) قاعدة الابتلاء ونقص الثمرات ، (٤) قاعدة توفيق الله للمؤمنين العاملين دون غيرهم "
الصفحة(38)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" وبما أن الإنسان هو قائد التغيير الجماعي وهو المتبع لسنن الله والمتوكل عليه في احراز النتائج المتوخاة ، وبما أن تغيير ما بالأنفس هو السبيل للتغيير الإيجابي المنشود ، تبرز أهمية المؤسسات الإعلامية والدينية والأسرية والتعليمية والفنية والثقافية والحكومية في تغيير ما بالأنفس وتشكيل العقلية السننية ولاشك بأن لعلم النفس الإسلامي وعلم النفس الإجتماعي الإسلامي مساهمة واعدة في دراسة سبل تغيير ما بالأنفس لتحقيق التغيير الاجتماعي المنشود وكذلك سبل استدخال عقلية تحمل المسؤولية وعمل الفريق في الأجيال القادمة
هذا كله لا يستبعد بالطبع دور الفرد ذاته في تزكية نفسه وتربيتها ومحاسبتها وتقويمها بعيداً عن الأهواء الداخلية والملهيات الخارجية (البوطي، ۲۰۱۱)"
الصفحة(47)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد يقول قائل بأن الدول العربية والإسلامية هي الأسوأ عالمياً بمعظم المؤشرات التقليدية للتنمية والتقدم بما فيها التطور الديمقراطي والعلمي.* *هذه العبارة صائبة إلى حد بعيد ولا يمكن نكرانها ، لكنها عبارة لا تثبت ما أريد لها أن تثبت بخصوص علاقة سببية وقوية تنطلق من الإسلام وتصب في مستوى التخلف ، بما فيها التخلف السياسي. هذه المسألة المعقدة يمكن الإجابة عليها جزئياً من خلال تبيان الترابط الزائف بين الإسلام وبين التخلف ، وجزئياً من خلال إبراز التوصيف الموضوعي المفهومي التنمية والتخلف.
وباختصار فإن الإجابة يلخصها قول جورج برنارد شو بأن الإسلام هو الدين الأفضل لكن معتنقيه [الحاليين) هم الأسوأ. "
الصفحة(50)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" في هذا الكتاب ، سيكون التركيز على تطبيقات قانون التدافع داخل المجتمع الواحد و مساهمته الجوهرية في تحقيق الصلاح ومنع الفساد في المجتمع البشري . قانون التدافع المشترك وضع في الأساس لحماية المجتمعات من نزعات الأنانية والفساد والظلم والاستعلاء والاستبداد ، وإعطاء مجال للإصلاح المجتمعي المتدرج والسلمي، قبل أن يمتد الأمر إلى العقاب الإلهي للمجتمعات الفاشلة والفاسدة (قانون الهلاك والعقاب المجتمعي ) "
الصفحة(63،64)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" النصوص القرآنية القطعية العديدة تؤكد ان حالة الطبيعة - كقاعدة واقعية عامة - هي حالة النزاع أو الصراع المحتمل وهي على الأقل من نوع حرب البعض ضد البعض سواء أكان نزاعاً بين الأفراد أو الجماعات أو المنظمات أو الدول، وأن لهداية الله ولمؤسسات المجتمع البشري دور أساسي في تحويل هذا الوضع العدائي الكامن الى حالة تعاونية في حالات عديدة.
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾
[آل عمران: ۱۰۳]
﴿قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾
[البقرة: ٣٠]
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ﴾ [المائدة: ۹۱]
﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ
[فصلت : ٣٤]
الصفحة(74)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" المكر السيء هو حصيلة لاجتماع تدبير العقل البشري المخادع والخفي مع حقيقة الصراع الإنساني المتأصل ، وهدفه إيقاع الضرر بالآخرين بمختلف الوسائل المتاحة ودون رادع أخلاقي أو قانوني، أما المكر الحسن فهدفه المقابلة والجزاء ، وغالبا مايكون من الخالق عزوجل ، وقد يكون من المخلوق ، رفعا للظلم ، أو نشر لدين التوحيد ، أو في ساحة الحرب ردا لكيد العدو ، ودفاعا عن دين الله ( عبدالوهاب : ٢٠١٢) " الصفحة( 82)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" هذا الاستنتاج العام لعلم القرآن التنموي يرفض إحدى مسلمات ( العديد من معتنقي) المذهب الوضعي القائلة بأن المعرفة الحقيقية الوحيدة هي المعرفة العلمية التجريبية ويرفض أيضاً مسلمات المذهب العقلي المحض Rationalism التي تستبعد الوحي كمصدر أساسي للمعرفة في المجال الأخلاقي والقوانين الإجتماعية العالمية، إلى جانب الغيبيات والالهيات بالطبع. وضمن النظرية الإسلامية للمعرفة الله عز وجل هو كلي المعرفة الشاملة واليقينية ولا يخفى عليه شيء في العالمين المادي والأخلاقي معاً ﴿ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ له [الأنعام: ۸۰] . الله تعالى جلت قدرته ولحكمة قدرها قد علم الإنسان ما لم يعلم وعلمه الأسماء كلها ، لكن علم الإنسان هذا يبقى ناقصاً."
الصفحة(88 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"9- مشكلة السببية في العلوم الاجتماعية
فلا يكفي أن نفحص قوة وطبيعة العلاقة الإرتباطية بين متغيرين اجتماعيين بل لابد من تحديد اتجاه السببية هذا ضروري لأغراض استشراف المستقبل والسيطرة الفعالة على البيئة الاجتماعية
10..قضية تداخل الظواهر الاجتماعية واعتمادها المتبادل(1986)،،udchn,,
فعادة تكون مشكلة البحث الاجتماعي قيد الدراسة هي جزء من كل ومن الصعوبة افتراض عدم تأثر الجزء بطبيعة الكل فهذا يتعارض مع مبادئ النظرية العامة للنظم "
الصفحة(94)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" ويجدر بالتأكيد بأن من أهم مضامين هذا القانون (العقلانية المقيدة ) :
1-ان قطعيات العقل البشري والعلم التجريبي في مجال الأحكام الأخلاقية (العقلانية الجوهرية) والقوانين المجتمعية الكبرى هي محدودة ان لم تكن غائبة.
۲- توفير دعم قوي لفكرة عدم تناقض العلم والدين بل ضرورة شراكتهما.
هذا يتضمن عدم هيمنة أي من الدين والعلم على الآخر في مجال نطاقه. "
الصفحة(100)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" قانون التعلم بالتقوى ينص على أن المعرفة البشرية التجريبية والشرعية هي قابلة للزيادة الجوهرية في رصيدها بعاملين رئيسيين هما
(۱) تقوى الله وتوفيقه فيما يخص توليد العلوم التجريبية والشرعية و(۲) الأخذ بالأسباب المادية لتحصيل العلوم التجريبية والشرعية. "
الصفحة( 102 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أيضاً مضامين القوانين العشرة الرئيسية لعلم القرآن التنموي ، بما فيها قانون العقلانية المقيدة الذي يرى عدم إمكانية توصيف الخير المشترك الموضوعي بمعزل عن الدين الحق وصعوبة اكتشاف قوانين التوصل إلى هذا الخير ، تبين لنا ما تعانيه فرضية تحييد الدين عن السياسة العامة من معضلات وتناقضات جوهرية عند السعي الصادق لتقدم المجتمعات والدول والأمم والحضارات ، خصوصاً في العالم العربي والاسلامي.
الصفحة(115)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان هذا الكتاب ضمن الكتب الشهرية لمجموعة اقرأ للقراءة الجماعية لشهر مارس
شارك القراء بهذه الباقة الملهمة من الاقتباسات
نفعنـــا الله وإيــاكـم
تعليقات
إرسال تعليق