"للمؤلف: فريد الأنصاري"
"أن تفتح محراب الصلاة؛ يعني أنك تبحر إلى مقامات النور، تحت أشرعة السلام، عبر رياضة الأنبياء والصديقين، حيث تفيض الروح ببهائها على سائر أعضاء البدن، فتوقد بين الجوانح قناديل خضراء، تملأ القلب سكينة ومواجيد، ذات هالات من نور، تسري بك إلى مقام الجوار الأعلى، لدى الملك العظيم."
الصفحة:(14)
"هنا يا صاح تحت شلالات الصلاة، تستطيع أن تتخلص من أدوائك، وعبر بوابتها الخضراء، تستطيع أن تخرج من كهف ذاتك، إلى عالم الخير والجمال، وفضائه الفسيح، بعيداً عن شاطئ الصلصال النتن، وكهوف الطين المظلمة."
الصفحة:(14)
"كم زينت لك الكلمات البراقة في إعلانات الإشهار أن تكون إلهاً، فبنيت القصور من حديد وحجر، وأجريت من تحتها الأنهار من عرق غير طاهر فأعجبك أن تكون لها مديراً، ثم أصبحت بها أسيراً."
الصفحة:(19)
"هل أنت ترى بأم عينك الأرض وهي تدور؛ ترسم لحظات العمر، وفصوله المختلفة؟ فكم ربيعاً شهدت منها وكم خريفاً؟ ألم تكن الفصول وما كان آدم؟."
الصفحة:(21)
"فلا بد قبل التحليق من المسير."
الصفحة:(24)
"وتدور الفصول ما بين حر وقر، فيبقى الوضوء سراً من أسرار الجمال، الذي ينسخ نوره أثر معركة الحياة، ويضمد جراح الروح."
الصفحة:(26)
"سورة الفاتحة في غير الصلاة، تفتح للقارئ نافذة علم، إذ تلخص له قصة الإسلام كلها، عقيدة وشريعة، والمفسر يكتسب بها مقام علم رفيع، وأما الفاتحة داخل محراب الصلاة، فهي تفتح للعابد أقواساً من نور، لمشهادة جمال العلم بالإسلام من داخل قباب التعبد، فالعبد يقرأ بين يدي سيده مناجياً، وشهود الحي القيوم حيٌّ بقلبه."
الصفحة:(41)
"فالهدى هو النور العاصم من الشرود في التيه؛ الواقي من الانحراف الضارب بعيداً عن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) فأهل العبادة والاستعانة بالله هو المنعم عليهم دون سواهم وهم الذين شاهدوا شعاع النور فالتزموه وساروا على هداه."
الصفحة:(43)
"كانت الفاتحة نقلة روحية كبرى ارتقت بك من مقام إلى مقام عروجاً مما يلي أبواب عالم الدخن والفناء، إلى ما يلي أبواب عالم الصفاء والبقاء."
الصفحة:(44)
"ويستمر الترتيل، فتستمر الأنوار الطافحة تنير جوانحك بمعرفة الله ويتذوق وحدانية الخلق والصنعة في ربوبيته تعالى وتكثر أنوار القناديل بين يديك حتى يمتلئ بصرك يقيناً في الله."
الصفحة:(47)
"وتمر دعوات الأنبياء ومضات بارقة في ظلمات التاريخ، فتورق شجيرات في الظلال النور هنا وهناك، ويأبي فريق من الناس إلا نفورا."
الصفحة:(49)
"ألا يا صاح، أوقد سراج القلب من زيت هيبة الجليل، واقتبس شعاعاً من نورها المتجلي على صفوف الراكعين ببابه، تنكشف عنك ظلمات الشرود، وتنبت دالية المحبة بصدرك، فيهب عليها ريح الخشية، نسيماً قادماً من فضاء التملي لأنوار الأسماء الحسنى، تسبيحاً، وتنزيهاً، وتعظيماً، فيتشكل الذكر أقواساً من نور وهاج، تلج منها إلى أفق المعرفة بالله."
الصفحة:(57)
"ويملأ الحمد الكون كله طيباً، وأريجاً مباركاً بأنوارك يا سيدي، فإنما الحمد ما حمدت به نفسك، وإنما الثناء ما اثنيت به على جمالك، سبحانك لا نحصى ثناء عليك، فلا أهل لذلك إلا أنت."
الصفحة:(63)
"فيا مولاي، أكرمني بأن أخر ساجداً بين يديك أبداً، فإن فضلك الذي لا يحصى زرع حدائقي بزيتونة مباركة، لا شرقية ولا غربية، ما يزال زيتها النابض بقلبي، يوقد قنديل الهدى المشرق بين جوانحي، شاهداً علي بحقك العظيم إلى يوم القيامة."
الصفحة:(64)
"فيا أيها العبد الحزين: عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة، ألا وإن السجود هو جمال العبادة وجلالها، وهو تاج الجباه المشرق نورها في غرر الخيل الراكضة إلى الله، وهو وسام الصالحين الذين:(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) سورة الفتح الاية رقم (29)، هو نورهم الذي به يعرفون يوم القيامة"
الصفحة:(70)
"ها هي رياح الإذن تهب الآن على الحدائق الساجدة غصونها، كانت محملة بأريج الرضا، ورياحين العفو والغفران، تنشق ملياً فتتدفق إلى فؤادك لذة من مقام آخر وتدرك أنه قد آن الأوان لترفع جالساً."
الصفحة:(73)
"وتمضي في تأملاتك ذاكراً متفكراً؛ حتى يغلبك نافح الشوق؛ فتضرب بجناحك إلى المقام الأقرب مرة أخرى؛ ساجداً لله الواحد القهار عساك تغرف من بعد التخلي جمال التحلي؛ كي تنهض بعد ذلك إلى (كفة أخرى قائماً فراكعاً، فساجداً، ثم جالساً عبر مقامات من السياحة في مملكة الله، ذات أذواق أخرى وأحوال."
الصفحة:(78)
"وتمضي في حياتك المباركة وسط سبحات الطير والجبال، والشجر، في موكب كوني من السائرين إلى الله، ترحل قائماً في خشوع الجبال والأشجار العظيمة الضاربة بهاماتها في الفضاء تقوم مرتلاً بدون حراك ولا تململ، إلا كما تململ النخلة من حر الشوق إلى مولاها."
الصفحة:(80)
"فيا أيها الخاشع جلوساً بين يدي الله تنال ما تشاء من كرم الله، ويحك أكرم نفسك بالصلاة على محمد فإنما (البخيل من ذُكِرْتُ عنده فلم يُصَلِّ عَلَيَّ)."
الصفحة:(90)
"تلك الصلاة بنورها وبهائها، سفر من مقامات الجلال والجمال، وسياحة للروح على هيئات ذات أحوال ومشاهد الكرامات الأنس والرضى، تلقيا عن الله ذي الجلال، تلك الصلاة رياضة الأنبياء والصالحين ومن اقتفى أثارهم من السالكين رياضة تعمر القلب والجوارح بالحب والعافية والسلام."
الصفحة:(95)
"يا أيها الفلك السيار عبر مواقيت الصلاة، هذه أزمة التجلي في مدارك الفاني مطالع أنورا تشرق على قلبك السالك بمقامات التحرر من معتقل العمر فتهبك أحوال ذوق لكوثر الحياة الفياض."
الصفحة:(99)
"فأبسط كفك يا صاح حتى لا تنسى! ثم أعقد أصابعك الخمسة! الواحد تلو الآخر؛ لعد التجليات الوضاءة ربيعاً ربيعاً."
الصفحة:(102)
"فوا أسفاه على أجنحة ضلت طريقها إلى قوتها! فلم ترحل إلى استدرار النور الساطع ساعة الهدى! وللتهجير إلى صلاة الظهر أحوال وأذواق تفتح للبصر المرهف أقواس الآفاق؛ فيولد الربيع بالغصن السقيم من جديد..آه صاح! لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه."
الصفحة:(107)
"فالعصر وقت يشتعل فيه وطيس المال والأعمال، فلكل دقيقة وزن ساعة من زمن الغداة! وللشمس اعتصار في وهج العصر، لم تزل تذوب فيه قطرة فقطرة؛ حتى تفنى في الغروب طرفة غفلة واحدة منك يا سالك بعد الأذان؛ ويكون نهارك فات! فلا عصر بعده إلى يوم الحساب."
الصفحة:(108-109)
"وتؤوب إلى ذاتك بعد سكون عاصفة النهار تجر جناحك المتعب وتصغي إلى شجا قلبك الجريح، وهو يودع ورقة أخرى من أوراق غصنه الصغير بخفقات تذوب تترى في الشفق الحزين."
الصفحة:(111)
"فيا أيها العبد المثقل بالخطايا! مُدَّ جناحك إلى شلال السحَر المستدفئ بنور الله! فما أسرع انتثار الذنوب من الأغصان، ساعة القيام بين يدي الملك السلام والناس نيام."
الصفحة:(122)
"صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس، تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين."
الصفحة:(122)
"فيا أيها العبد العليل، هذا مستشفى الرحمن، يطهر النفوس والأبدان من الأهواء والأدواء، فافتح بوابة الليل الأخيرة واسجد! تنل من بركات الله ما لا يعلمه أطباء التراب."
الصفحة:(123)
"ألا فاخشعي يا حناجر الطير السارية تغريداً بسحر! هذا ملك الملوك يسمع حداء الفقراء المنتظمين بقافلة المحبين، فاجعلي من ترتيلك صوتاً هادئاً خاشعاً لله! فإن غدير النور مقام يسري بين الجهر والسر، فيزداد الترتيل جمالاً وجلالاً."
الصفحة:(125)
"يا صاح تطهر ثم أقبل! حتى إذا وقفت على باب الله ارفع قدمك اليمنى، ثم ادخل! تجد ريح المسك النبوي بقلبك ويتحرك غصنك شوقاً إلى روضة الجميل عليه الصلاة والسلام."
الصفحة:(135)
"ألا يا طيور المحبة أوقدي قناديل الصلوات المكتوبات جماعات جماعات! وارحلي إلى مساجدها زمراً! عسى أن تنالي من منازل السير مقام المتقين الذين سيقوا (إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) سورة الزمر الآية رقم (73-74)."
الصفحة:(136)
(بهجة الجمعة)
"فيا أيها الطائر المحب، هذا فجر العيد، فأرسل أغرودة الإحتفال! كل الأنفاس الآن في الكون تتهيأ لافتتاح اليوم العظيم..
ويسري في نفوس المؤمنين! إحساس بعظمة هذا اليوم المحمل بعدد من الذكريات الكونية الجليلة."
الصفحة:(137-138)
"فيا أيها السالك إلى الله عبر مقامات الركوع والسجود! هذا مقام الاحتفال، فانشر مواجيدك حدائق وأزهار! وأرسل جناحك شعاعاً يسبح في مملكة الله! فباب التجلي قد تفتقت خضرته عن أنهار الجنة فتدفقت على صفوف المصلين مسكاً وريحاناً! فأي أحمق هذا الذي تشغله أسواق الحرائق والدخان عن سوق الكمال والجمال؟ أولم تسمع بسوق الجنة يا صاح؟ عجباً! ألا وإنها لسوق حقاً وصدقاً! فاصغ إذن."
الصفحة:(142)
"تلك قافلتهم ما تزال سائرة يا صاح! وهذه آثار الخفاف ما تزال مرسومة على الرمال! والعير ما زالت ترغُو هناك غير بعيد! وأذانهم لم تزل أصداؤه تدق أبواب القلوب في كل مكان."
الصفحة:(146)
"وإنما البكاء في الصلاة على قدر الخشوع وعلى قدر معرفة العبد بالله، ومن أعرف بربه من سيدنا رسول الله؟ وكيف لا؟ وهو الذي أراه الله من حقائق الغيب ما أراه! وكشف له وحياً وإسراءً ومعراجاً؛ من مشاهد الجمال والجلال ما لا طاقة لمخلوق على تلقيه!."
الصفحة:(151-152)
"فيا قلبي العليل أليس ذلك هو الحق؟ بلى والذي نفسي بيده (فماذا بعد الحق إلا الضلال) سورة يونس الآية رقم (32)."
الصفحة:(158)
"ثم تعصف الرياح مذكرة بأيام الله، كانت الأدخنة أشد ما تكون! والروائح أنتن ما تكون! وتتسع صحاري الشرود مبدية من غوائلها الرهيبة فيميد غصنك خوفاً من المصير المجهول."
الصفحة:(160)
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرق متهلل الوجه، وهو يحدث عن ربه حديث الغفران: (يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي! يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي! يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة!."
الصفحة:(161)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباسات قراء اقرأ للقراءة الجماعية لشهر يناير2025
تعليقات
إرسال تعليق