بقلم : محمد الصناعي
قال قناعته على الهواء مباشرة: (المرأة شيطان رجيم).
فسألته المذيعة: (حتّى أمّك؟)
وعند هذا السؤال انتفض غاضبًا يشتم المذيعة والقناة، كأن أمّه شُتمت عبر الأقمار الصناعية، أو كأنّه اكتشف للتّو أنّها امرأة!
رغم هيجانه على الفضاء، رأيته محشورًا في زاوية أضيق من لحد!
لم يكن بمقدوره أن يجيب: (نعم حتّى أمّي)، وإذا استثناها وأجاب: (لا إلا أمّي)، فسيُلقي نفسه في مواجهة الرّجال، كلّ رجلٍ سيثأر لأمّه ونسائه، فيلعنه لعن الشّياطين الرجيمة!
بطبيعة الحال، لم يكن سؤال المذيعة عبقريًا، كان في غاية البساطة وأقل ما يتوقّعه عقل، لكن الضّيف أثبت بردّ فعله أنه لم يتلقَ هذا السؤال من قبل، ولم يخطر له على بال، ليحسب حسابه!
هذا الضيف التلفزيوني إنموذجًا وليس حالة فردية نادرة، الكثير على هذا الفضاء يتفنون في عبارات تمتهن المرأة وتحطّ من قدرها، وهذا أغرب ما أسمع وأقرأ، وكلّما واجهني أحد هؤلاء، يطرأ عليّ تساؤل غريب (إن كانت التسعة الأشهر قد قضاها في بطن أبيه؟!)
دائمًا ما أقول إن الكلمة المنصفة أو حتّى الثناء الذي يعلي شأن المرأة ويعطيها حقّها من المكانة، ليس كلامًا نزاريًا ولا ينطوي على أدب الغزل، بل هو دين تقرّه الفطرة وفاءً للرّحم والحليب، وخلق محمدي يفرضه الدّين الحنيف.
وحتّى إن فسدت فطرة المرء وتجرّد من خلق النبي، يتحلّى به تكلّفًا تقتضيه رزانة الرّجل الذي يأنف أن يظهر أحمقًا يشتم أمّه أو أخته أو ابنته!
إذا ترعرع الصّبي يتيم الأم، قالوا (ناقص حنان)، وإذا ارتبط الشّاب بفتاة، قالوا (أكمل نصف دينه)!
والرّجل الذي يقول إن المرأة ناقصة عقل، لا يرى في حياته أكمل من أمّه!
لا تدع ليلى ولُبنى تتحكّم في مزاجك، فتقول كلامًا يحشرك في زاوية!
تعليقات
إرسال تعليق