للمؤلف : مالك بن نبي
الدورة التاريخية
{وتلك الايام نداولها بين الناس}
"يمكن أن ننظر الى التاريخ من نواحي متعددة فهو ينتمي لعلم النفس على اعتبار انه دراسة للانسان كعامل نفسي زمني في بناء المدنية. غير ان هذه المدنية ليست سوى مظهر من مظاهر الحياة والفكر الجماعي وبهذا ينتمي التاريخ لعلم الاجتماع لأنه دراسة للظروف التي تسيطر على تطور فئة اجتماعية ما ، ذلك التطور الذي لا يحدد هنا بواسطة الأصول العنصرية أو السياسيه بل عن طريق العوامل الأخلاقية والفنية والصناعية التي تمتاز بها هذه المدينة"
صفحة:( 11)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن علوم الأخلاق والاجتماع والنفس أشدّ ضرورة اليوم من علوم المادة التي هي خطر على مجتمع لا يزال الناس فيه يجهلون أنفسهم غير أن معرفة إنسان مدنية ما وتهيئته تظل أصعب طبعاً من صنع محرك أوتدريب قرد على وضع ربطة عنق .
صفحة (23)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"وهكذا نرى اننا أمام عالم غاية في الإنقسام قد تجزأ إلى أفراد، عالم يجهل (التعاون) كما يجهل فعالية المادة ومع ذلك كان يعرف (الضيافة) ويقدر (الكرم) ويستسلم للغرور ويحب الشعر والخيل. "
الصفحة(28)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نستخلص من كل ذلك أن الحركة الإصلاحية لم تعرف السبيل إلى تغيير النفس الإسلامية كما لم تعرف تطبيق فكرة وظيفة الدين الاجتماعية) لمت ولكنها مع ذلك نجحت في القضاء على التوازن الثابت في مجتمع ما بعد الموحدين وذلك بإثارة المأساة الاسلامية القديمة في ضمير الأمة الاسلامية من الناحيه الفكرية"
صفحة (46)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ومع ذلك يظل الكائن الواعي سواء كان رجلاً أو تلميذاً أو موظفاً بسيطاً بالرغم من اعتباره «شيئاً» من الأشياء يظل «ذاتا» ولهذا يحكم على المسلم (كذات) على النظام الأوروبي الذي يشهده حوله أو يحس به من خلال قراءته الناقصة فآراؤه على المدنية الأوروبية مستمدة من هذا الحكم البدائي ومن اتصاله السطحي الإدراي والتجاري بهذه المدنية."
الصفحة(50)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
”فإن غربلة الأفكار الميتة عمل أساسي في كل نهضة صحيحة.“
صفحة (67)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” تقوم الحركة الفكرية الحديثة منذ نشأتها على نوع من الأبهام وذلك لأن العلم الذي تنقله هذه الحركة عن جامعات أوروبا ليس وسيلة لأصلاح أسباب الحياة بل هو وسيلة للظهور بمظهر أفضل في المجتمع كما أن هذا العلم لاقيمة له في استبطان الذات حين نريد معرفة أنفسنا لتغيرها وكذلك لاقيمة لهذا العلم في اكتشاف البيئة التي تجب علينا أن نعرفها قبل إصلاحها بل يكتفي هذا العلم بذاته فلا يتعداها ويعيش ضمن قوالبه المعهودة.“
الصفحة(68)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" وذلك لإن كل فعل حقيقي إنما يقوم على اتصال مباشر، بالفكر وكل فقدان لهذا الإتصال، يدل على فعل أعمى غير منسجم هو ليس سوى جهد لا داعي له فإذا ما فقد الفكر، اصبح الفعل ناقصاً مستحيلاً واندفع الانسان في، تقدير ذاتي للحوادث يسئ إلى طبيعة هذه الحوادث وأهميتها وذلك إما بالتعظيم من شأنها أو التقليل من هذا الشأن. "
صفحة (73)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهكذا إذا ما حاولنا تصنيف مختلف الأسباب التي تعوق أوجة النشاط في العالم الإسلامي الحديث وتخفف من تقدمه وتنشر القلق والعجز والفوضى في حياته يتراءى لنا أن الأسباب الداخلية التي تنتج عن قابلية الاستعمار هي الأسباب الأساسية يظهر أثر ذلك في الميدان السياسي الذي يدل على المضمون الأخلاقي والفكري والاجتماعي في بيئة من البيئات وعن شعب من الشعوب. "
الصفحة(81)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" المشكلة الرئيسية إذن هي ما يلي : لكي نتحرر من الإستعمار يجب أن نتحرر من قابليتنا للإستعمار كما يجب أن تتحرر من الخرافات. "
صفحة (92)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان هذا الكتاب ضمن الكتب الشهرية لمجموعة اقرأ للقراءة الجماعية لشهر مارس
شارك القراء بهذه الباقة الملهمة من الاقتباسات
نفعنـــا الله وإيــاكـم
تعليقات
إرسال تعليق