القائمة الرئيسية

الصفحات

اقتباسات من كتاب الصراع الفكري في البلاد المستعمرة

 




بـسـم الله الرحـمـن الرحـيـم

 عدد الصفحات: 128


( يعد هذا الكتاب من أكثر كتب المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي أهمية وأكثرها شهرة ، وقيمة ثقافية ، يناقش فيها قضية النهضة والاستعمار ، والتبعية ، وقضية حضارة البلدان الإسلامية )



إن أكبر لحظات التاريخ هي دوماً اللحظات التي تتكون فيها وحدة كفاح شاملة ضد الطبيعة أوضد البشر. 

فعندما تكون المعركة على هذه الصورة فإنها تكون في مستوى القداسة وذلك هو مستواها الأيديولوجي في أوجه، ولكنها بمجرد ماتفقد طابع الشمول فإنها تهبط من هذا المستوى. 

وعليه فالمعركة تصاب بالتدهور والإنحطاط الإيدلوجي بمجرد ماتحل فيها وحدات كفاح جزئية مكان وحدة الكفاح الشاملة، وبمجرد مايحدث هذا الإنحطاط أوالهبوط في المستوى الروحي فإن القوى المكافحة تتبدد."

( ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏ص :40-41)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


" فإنه يجب أن نعترف من ناحية أخرى بدقة الإستعمار الجهنمية إذ انه لا يستخدم أصحاب الشهوات وذوي الميول السيئه فحسب بل يستخدم احياناً ذوي النوايا الطيبة 

ومعروف كيف يستغل سمعتهم الخلقية ، مراعاة لمبدأ الغموض في كل الظروف  . 

فهو في المجال السياسي ،بخاصة يستخدم الفضيلة كضمان ليبعد به الشكوك التي ربما تثيرها بعض العلاقات المريبة بين (مركب الأفراد) الذي يمثل سياسة عاطفية في البلاد المستعمرة . " .

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌:56)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"خطة الاستعمار ضد الأفكار تشمل جانبين، الجانب الذي يهتم بالشؤون العالمية والجانب الخاص بالبلاد المستعمرة، كما تجنبنا بصفة عامة، الخوض في السياسية على الرغم من أن محور الموضوع هو السياسية."

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌ :59)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"طبقا للقوانين النفسية المحددة التي يجيد الإستعمار استخدامها في ميادين الصراع الفكري  وهو يعلم أن القارىء المسلم بصفة عامة بسبب تخلف بلاده لم يمتلك المقدرة الكافية في نقد الأشياء حتى إنه لا يؤسس أحكامه على الأفكار ، على جوهرهـا وطبيعتها مباشرة ، ولكن على صورتها في مرآة معينة أي بعبارة أخرى على الصورة التي يريد الاستعمار إبرازها فيها ، 

فهو يحكم عليها طبقاً لانعكاسها على بصر لا وفقاً لبصيرته. 

وبمقتضى الضوء النفسي الذي يسلط عليها من الخارج لا بمقتضى ما في جوهرها من برهان"

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌: 59)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"إن الشيء الذي يتكفل حصانة دائرة أفكار معينة هو في الحقيقة، قيمة أخلاقية تشترط النظافة وتفرضها في كل الظروف، وقيمة فكرية تجعلنا نميز بين الغث والسمين."

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌ :76)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"والواقع أن مجتمعنا أصبح يعاني في قيادته أزمة أخلاقية وفكرية ، تجعله بصفة عامة لا يحقق للأفكار شروط حصانتها وفعاليتها فيه حتى إنهـا تكون معرضة للدس إما لضعف أخلاقي يحيط بها وإما لضعف فكري يخذلها . 

غير أننا إذا ما فحصنا هذه الحالة على ضوء تجربة طويلة فسوف نجد أن الضعف الفكري هو أقوى العوامل تأييداً ومساعدة لمساعي الاستعمار في جبهـة الصراع الفكري"

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌: 77)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وأحياناً يكشف لنا الواقع الذي نقف عنده جانبي الضعف في وقت واحد قد نذكر مثلا  ً كيف تتصرف جريدة ، تصدر تحت شعار "العلم والدين" ، حينمـا يرسل إليها أحد بمقالة في موضوع اجتماعي يتصل كتوجيه عام بالحياة السياسية فإذا بنا نرى الصحيفة العلمية الدينية ، تجزىء المقالة المذكورة إلى نصفين ، فتنشر النصف الأول ، ثم لا تنشر النصف الثاني إلا بعد أسابيع ، أي عندما لا يبقى أثر ما نشر من الأول في الأذهان ، ولا يبقى للقارىء فرصة ليشعر بوحدة الموضوع ك معناه في حدودها ، وحتى تفوت بالتالي ، على القارىء الفائدة التوجيهية التي قدرها صاحب المقالة كهدف لمقالته ..

قصة كهذه ، زيادة على أنها تعرض إلى تأملنا اعتبارات واقعية تتعلق بسلوك أفراد يستغلهم الإستعمار في بعض ظروف الصراع الفكري

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌: 96)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن الذين قادوا الشعوب إلى الكوارث الكبرى لم يكونوا من المحترفين العاديين الذين يسيرون في ركب الاستعمار على مرأى العيون بل هم على العكس من ذلك، رجال مكرمون، مرفوعون على منابر الزعامة وكراسي الحكم ..

رجال وضُعوا في حرم أوطانهم مواضع الأبطال وبنيت لهم الأضرحة الفخمة أو هم بنوها من أموال أوطانهم قبل أن يبرحوا الحياة الدنيا."

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌:97)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الكوارث السياسية على الأبواب ، ويستطيع الاستعمار ، أن يحقق أهدافه ضد الأوطان والأديان ، تحت شعارات مقدسة كـ « إسلام » و « وطن » • 

وها نحن ، بعد عشر سنوات تقريباً ، نرى أن المسلمين ، الذين كانت دعوى  إنقاذهم أساساً لفكرة باكستان يرون أن منقذيهم شتتوا شملهم ، وبددوا قوتهم ، ومزقوا وحدتهم ، وصيروهم أقلية حقيقية ، بدعوى أنهم لا يريدون أن يتركوهم في وضع أقلية وهمية ..

ومما يزيد في العار وفي فضيحة الموقف ، وفي خزي السياسة العاطفية أن نرى سخف المنطق الذي سارت على هديه القضية حيث قلنا ، تأييداً لها ، أو سمعنا من يقـول ، تدعيما لبرهانها : 

نعم إن المسلمين يأكلون البقـرة والهندكيون يعبدونها ، فلا يمكن أبدأ أن نجمع بين طائفتين هذا شأنهما." 

(ص ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏: 102)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"فلو أننا تتبعنا النشاط الاستعماري في الميدان الفكري في دورة كاملة ، أي في معركة تحرر من بدايتها ، لرأينا أن « صمام الفصل » الذي نشير اليه يقوم بدوره على مرحلتين : 

أ ـ ففي مرحلة ما قبل الثورة تراه يقوم بدور اللافتة التي ترفع فوق رأس الشعب الشعارات الساحرة : الحرية ، الاستقلال ، الوطن ؛ حتى يحول الأنظار عن الأفكار الفنية التي تبحث عن الطرق العملية لتحقيق هذه الشعارات • 

ب ـ وفي مرحلة ما بعد الثورة أي في مرحلة التنظيم ، بعد التحرر ، ترى تلك الشعارات ذاتها حتى يستولي على العقول الريب ، ويتسرب ما يشوه إلى القلوب الندم ، والأسف على عهد الاستعمار ."

( ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌ص : 105)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 « فطريقة المزلقة » تطبق عندما يكون الهدف أن لا يقف البحث عند فكرة معينة ، فتطرق خلال المناقشة أفكار جديدة بالتوالي ، بحيث لا - تنتهي المناقشة إلى أية نتيجة عملية ...

 وطريقة « الاستبدال » تطبق عندما یری الاستعمار من مصلحته بينما تكون  المعركة محتدة حول فكرة معينة ، أن يطلق في حلبة الصراع ، فكرة جديدة تكون أقل ضرراً بالنسبة لمصلحته . 

 أما طريقة « البتر » فإنها تطبق عندما توشك مناقشـة أن تأتي بنتيجة في موضوع هام في صحيفة وطنية مثلا  ً ، وإذا بمحرري الصحيفة ( المادية للاستعمار ) يقلبون الصفحة بكل بساطة ، وتبقى المناقشة معلقة دون نتيجة 

فيجد الكاتب نفسه فجأة مجرداً من السلاح ، كأنما يد خفية نزعت من يده القلم ، في الوقت الذي تدخل المعركة في دورها الحاسم .

( ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏ص : 122)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 والأفكار ليست منفصلة عن عالم الأشخاص ، على طريقة « مثل أفلاطون » ، بل إن ملحمتها تجري كلها على الأرض حتى لا يمكننا ـ مهما تحرينا من التجريد ـ أن نفصل مغامرة « فكرة » عن مغامرة صاحبها ، فصلا تاماً ولو لخصنا هـذه الاعتبارات في جملة لقلنا : 

 إن الاستعمار يسعى أولاً أن يجعل من الفرد خائنا ضد المجتمع الذي يعيش فيه ، فإن لم يستطع فإنه يحاول أن يحقق خيانة المجتمع لهذا الفرد على يد بعض الأشرار • 

( ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌ص : 125)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان هذا الكتاب ضمن الكتب الشهرية لمجموعة اقرأ للقراءة الجماعية لشهر مايو


وقد شارك القراء بهذه الباقة الملهمة من الاقتباسات


نفعنـــا الله وإيـــاكـم 


تعليقات