بقلم : شموخ كحلانية
ما أصعبَ كلماتِنا عندما لانستطيعُ البوحَ بها سوى لحبرٍ وورق !
فلصعوبتِها أنها تخرجُ مزخرفةً بعبقِ المشاعرِ المؤلمةِ التي تنخرُ بقلوبِنا، كنخرِ الروماتيزم المزمنِ في المفصل، ولايوجدُ مُتَنَفَّسٌ لها ، يحتوي مضمونَها ويستوعبُها كما تفعلُ الصفحةُ البيضاء؛
وعندما أقرأُ_ فيما بعد _ تلك الطلاسمَ التي دونتُها بحبرِ مشاعري، أجدُ قلباً قد رأى انعكاسَه في صفحةٍ بيضاءَ، لم يكن لها ذنبٌ في أن تُشَوَّهَ بتلك الطلاسمِ،
سوى أنها جمادٌ لاتنطق ،
فلو نطقت لقالت كفى لقد يئس وجفَّ الحبرُ ، وتعبت أناملُك ألا يكفيك ؟!
لأردفَ لها بأجاباتٍ متألمةٍ متحسرةٍ، قائلة لها : أمستكثرة ً عليَّ الكتابةَ ومحاولةَ التنفيسِ عن ذاك القلبِ الشقيِّ الذي لايوجدُ به مكانٌ لنفسه !
لقد أفنى جُلَّه في مكانٍ ليس له فيه مكانٌ بالأصل ..
(تلك مجادلةٌ سخيفةٌ) لا أعلمُ ماذا يُهيَئُ لي ! بأن أحاولَ التخيلَ بأنَّ الورقةَ ستملُ مني كما فعلَ الكثيرُ !!
كفى يا نفسُ حواراتٍ ومداهماتٍ غيرَ مُتَوَقعةٍ ،ولا مجدية!
هي جمادٌ ويستحيلُ أن تتكلمَ!
كما قلبِك الكتومِ الذي أماته غيرُه ، وهو ينتظر لحظةَ دفنِه ومراسمَ تشييعه.
تعليقات
إرسال تعليق