طفولة في سن الرشد

روح الطفولة – بقلم شموخ كحلانية

روح الطفولة

صورة تعبّر عن براءة الطفولة ونقاء الروح – بقلم شموخ كحلانية

بقلم: شموخ كحلانية

ويظنّون أن جديلتَيَّ أقلُّ من الأطفال! لا يعلمون أن روح الطفولة لم تفارقني يومًا، وأنها ما زالت تسكنني رغم قسوة الزمان وتقلّب ملامحه. فالطفولة ليست مرحلةً زمنيةً تُقاس بالأعوام، بل هي حالةُ نقاءٍ تسكنُ القلب، وبراءةٌ تشرقُ في العيون، وضحكةٌ تخرجُ بلا خوفٍ أو حساب.

ليست الطفولةُ مجردَ بداية الحياة، بل هي **الحياة حين تكون في أنقى صورها**. هي تلك الضحكاتُ الصافية، والدهشةُ الأولى أمام كلّ جميلٍ نراه. هي نقاءُ القلب حين يسامح بلا جدال، وحين يُحب دون انتظار مقابل. الطفولة هي تلك المساحةُ البيضاء التي لم تدنّسها أحقادُ الزمان، ولم تلوّثها التجاربُ المؤلمة.

ما زلتُ أؤمن أن الطفولة ليست مرتبطةً بالعمر، فكم من صغيرٍ كَبُرَ باكرًا، وكم من كبيرٍ بقيَ في داخله طفلٌ يلهو في المدى. إنّ التقدّم في العمر لا يمنعنا من أن نحمل في أرواحنا ذلك **الوميض الطفوليّ** الذي يشرقُ في العيون كلما رأينا جمالًا، أو تذكّرنا بساطةً ضائعةً في زحام الحياة.

ما أجمل أن نحافظ على تلك الروح مهما تقدّم بنا الزمن، فهي التي تجعل الحياة أقلّ قسوة، وتجعلنا نرى الألوان في عالمٍ يميلُ إلى الرماد. لا عيب في أن نضحك بصوتٍ عالٍ، أو أن نندهش من فراشةٍ، أو أن نفرحَ بقطرةِ مطرٍ؛ فكلّ ذلك ليس ضعفًا، بل حياةٌ حقيقيةٌ في أبهى تجلياتها.

الطفولة روحٌ خفيفةٌ تسكننا جميعًا، فمن حافظ عليها عاش بخفةٍ رغم الثقل، وببهجةٍ رغم الألم، وبنورٍ رغم كلّ ما يُطفئه.

🌼 "احتفظوا بطفلكم الداخلي، فالعالم لا يحتاج إلى مزيد من الكبار المتعبين." 🌼

تعليقات