غنيمة الحياة
بقلم : محمد إبراهيم زيلعي
غنيمة الحياة ورد من القرٱن يغذي الأرواح ويبعث الهمة والنشاط في النفوس ولن تستطيب حياة إلا مع ذكر الله وتلاوة كتابه الكريم الذي يشرح الصدور وينير العقول ويبصرك طريق السعادة في الحياة, من تأمل في أياته خشعت جوارحه واقشعر جلده وفاح من روحه شذى الرياحين الندية, قال تعالى : (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين▪️ الله نزل أحسن الحديث كتابٱ متشابهٱ مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ومن يضلل الله فماله من هاد) الزمر؛(٢٢)
ذكر الله يزيل ران الذنب من باطن القلب وينشر الضياء والسعادة والطمأنينة في حياة النفوس '(الذين ٱمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد (٢٨)
ترتاح النفوس وتسكن وتنشرح تلك الصدور وتتنفس بنور الله٫قال تعالى :(لو أنزلنا هذا القرٱن على جبل لرأيته خاشعا متصدعٱ من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) الحشر(٢١)
ستخشع الجوارح من ترديد معاني القرٱن ستتحطم صخرة القسوة العنيدة في القلب ستذوب بحرارة معاني الله التي بتصدع من خشيتها الجبل ويخر خاشعٱ بعظمة ذي الجلال والملكوت٫ إنها ٱي الحق القدسية العظيمة التي تنزلت منهاجٱ للبشرية تهذب المسلم وتربيه على قيم الأخلاق تسوقه نحو باب الله تنمي فكره بمعاني العقيدة الصحيحة ٫ وبمعنى الحكم الشرعي السديد٫ تؤدب وتهذب وتأتي بالبيان المنهجي للإنسانية المسلمة لكي تحيا حياة سعيدة مطمئنة بالعيش الرغيد
أخي المسلم كن طائرٱ على شجن شجرة تغرد بنشيد الله تسمو بالحب في أجواء هذا الكون تصدح بتلاوة الذكر وبنغم معاني الله ترفرف بجناح الحرية والكرامة تستنشق نسيم الوطن ٫وبأعذب لحن تردد ٱي النور وبمنطق لسانك تترنم لن تشبع من رياحين الروح الطرية لحياة كتاب الله العبقة بحب الله
قال تعالى (وكذلك اوحينا إليك روحٱ من أمرنا ماكنت تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورٱ نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلى صراط مستقيم٫)الشورى (٥٢)
من فقد لذة القرٱن من قلبه عاش في حياة الإسلام روحٱ ميته وأثره لايفوح ذكره غردوا مع الله بترتيل ٱيات كتابه ستكرمون بالبركة في حياة دنياكم واستنعمون بحب ربكم وسيقذف الله من أنواره في قلوبكم قال تعالى :(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ٱياته وليتذكر أولوا الألباب) وقال تعالى :(وهذا ذكر مبارك أنزلناه افانتم له منكرون) من تمسك به سلك طريق النجاة وحصل على مراد الله الذي أمر به الخلق وكان له درع الوقاية من كل خطر محدق به'
القرٱن كله معاني تبث في فؤاد المسلم روح الإرادة الإيمانية تنطلق به إلى رحاب الله الطاهر تفيض في مشاعره عزة الحق وقوة الصلة بالله٫ ومع ازدياد قراءة القرٱن يكون ثبات النفس واستقرارها في تلك المعاني الإلهية السماوية٫ تلألا بانوار القرٱن واغترف من رحيق الذكر والنهل من معين الخشوع واطرب في سماء النضال واجنح إلى ربك ذي الجلال تسعد بالغفران وتنال رضى الرحمن صلِّ على خير الأنام فهو شفيعك يوم الزحام؛ وصلى الله وسلم على محمد خاتم الأولياء والمرسلين
تعليقات
إرسال تعليق