في كتاب السياسة الشرعية
بقلم / حسام أحمد
د. عبد الله النفيسي هو سياسي وأكاديمي كويتي في مجال العلوم السياسية عمل بالعديد من المؤسسات الاكاديمية وله عدد من المؤلفات في الشان السياسي والاستراتيجي وله مقالات عديدة في مجالات علمية.
وكتاب في السياسة الشرعية قديم نسبيا بحسب تاريخ كتابته فهو كتب في عام 1980 ولكن بالتاكيد تقرأ فيه وكانه يحكي عن واقع اليوم لا بنفصل عنه فالتحديات والمواضيع جميعها تتجاوز قيد الزمن في الحاجة لتبيانها.
استعرض بنا في ثنايا كتابه في شكل مقتطفات سريعة برغم بساطة الطرح لكنها تحمل في طياتها قوة الرسالة بشكل متنوع للمواضيع حول الدولة الاسلامية وتفاصيلها منذ فجر التكوين. وكيف انها قامت تحمي القيم العليا كالعدل والمساواة وتنزع وتصادم جاهلية العرب وذلك التفاوت الناتج عن النسب والحذوة لا الناتج عن العمل والاجتهاد والسعي والبذل .... وكيف ان شرعية الحكام في الاسلام تنبع من القبول بهم اولا من الامة وسيرهم في طريق الله ودينه ثانيا وانه بغير هاتين لا تنعقد ولاية ولا بيعة ... وان العدل جوهر من جواهر الدين لا يستكمل الدين بغيره.
وكيف ان الاسلام هدف الى تحرير الارادة السياسية للامة عن طريق تحريرها من كل القيود غير الشرعية، وانه لتمكين هذه الرؤية كان الطريق جميعه يؤسس لهذه العلاقة بين القيادة والامة من بيعة تقوم على التراضي والتوافق بلا اكراه ... ثم مراقبة ونصح وتقويم للحاكم ان لزم الامر وما فيها من تعظيم لقيمة الشورى وفضيلتها.
وتطرق ايضا لاشكال النضال السياسي ضد الاستكبار باختلافها وان دعوة الرُسل جاءت لتواجه الواقع وتغيره باتجاه الاصلاح والاستقامة لا لتتماشى معه في مصادمة حتمية قائمةلا تهاون فيها.
وكون دور القيادة السياسية يتمثل في الحياد الاجتماعي حتى تتمكن من التغلب على النزاعات والتعامل معها بدل ان تصبح هي نفسها جزء من الصراع الاجتماعي وتفقد صفة الحياد التي تلبسها بعضا من شرعيتها.
تحدث عن التفاعل الذي يحدث بين الواقع والعمل الاسلامي وان السياق يحتم ويحدد شخصية وتوجه العمل الاسلامي من وجهة نظر اجتماعية ... وان على الاسلاميين توسيع دائرة التحالفات الشعبية وفق منظور جبهوي حتى يقطعو الطريق عن استغلال اليمين الاسلامي بحد وصفه المرتهن للغرب والساعى لتضعيف دور الاسلام في مواجهة الواقع ....
والاشكالات التي تواجه الحركات الاسلامية والعمل الاسلامي في ظل الراهن كما كان في العهد الاول
كما استعرض التباين بين الانظمة الاقتصادية في النظام الاسلامي والرأسمالي والفكر الماركسي.
الكتاب ماتع سهل في سرده وتناوله للقضايا المتصلة بالشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي مبينا انها لا تنفك مهما حاولنا وبرغم كونه لم يتعمق فيها كثيرا لكنه ابحر بانسياب جميل بين المواضيع، ينقلك بينها بنهم وترقب. يجمل في غير اخلال ما يعيننا لفهم دينا ببساطة وبيّن موقعه من واقعنا وكيف بنا لنتعامل معه .... يعيدك الكتاب لتستعيد صورة الاسلام العادل القائم بالقسط في واقع التطبيق لا امنيات الآمال التى يكذبها الواقع ...
وان كنت لا استبين في جانب اليمين السياسي تلكم الاحزاب لكنني اتفق معه في جانب الوصف لاؤلئك الذين ليس لهم من الاسلام سوى اسمه وكل فعلهم وجهدهم عليه.
يذكرنى هنا بكلمة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: الحمد لله الذي اعز الاسلام رغم جهود المسلمين.
واجمالا يبدو ان تناوله لم يكن تأصيلا بقدر ما كان استقرأ بين الحوادث والاحكام.
تلك المتفرقات وكأنها خواطر تبعث فيك تجديد الخطاب الاسلامي واعادة بعثه ... وتجديد للنية في العمل.
تقييم الكتاب
3/5
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق