مراجعة كتاب سوار أمي
بقلم / سميرة النجار و روان
نبذة عن المؤلف
المؤلف علي بن يحيى بن جابر الفيفي، حصل على درجة البكالوريوس والماجستير في تخصص الدعوة، كاتب إلى جانب عمله كمحاضر في كلية البرامج المشتركة قسم الشريعة واللغة العربية.
له العديد من الأبحاث العلمية المتميزة
نظرة شاملة على الكتاب:
كتاب سوار أمي و إن بدا للقارىء لوهلة من العنوان ، أنه يحتوي بين صفحاته أكاليل عبارات معطرة بصفات الأم و ما تكتنفه بين رحيق أحرفها من عطاء و تضحيات ظل شذى ذكرياتها عالقا في مكان ما من ذاكرة الكاتب ، إلا أنه لم يقتصر فيه عن الحديث عن الأم فقط، بل الكتاب مزيج من مقالات لتجارب حياتية عاشها الكاتب نفسه ، سكب في سردها من ذوات نفسه صابا مشاعره و أحاسيسه لدروس غرفها من مدرسة الحياة متجرعا إياها على اختلاف ذوقها و لذتها.
لاقى الكتاب إعجاب الكثير من القراء ، لحرص الفيفي على أن تكون عباراته سهلة قريبة المأخذ . ناقش فيه العديد من الموضوعات والأمور التي تمس حياة القارئ، ما يعظم استفادته منه.
الملخص:
يتجزأ الكتاب الى 12 فصلا .
الفصل الأول
سوار أمي
تحدث المؤلف في الفصل الأول عن الكثير من المواقف التي حدثت له ، من بينها طفولته في المرحلة الابتدائية حينما كان طفلا يتيما فقيرا، ذكر فيه الموقف النبيل الذي بقي عطر إنسانيته خالدا في ذاكرته عن كرم و نبل زميله في الصف عبد الله و والدته ، التي ألحقته بقائمة أبنائها دون أن تدري عنه اسما أو شكلا.
تحدث أيضا عن والدته الفقيرة بمالها ، الغنية بحنانها و مشاعرها ، السخية حد البذخ بعطائها و تضحياتها.تحدث عن العطايا التي تفوق قيمتها أنفس الجواهر و الدرر تلك الهدايا المغلفة بعطر الإنسان. "عطر الإنسان هو شذى خاص ما إن ترشه على عطاء حتى يغدو شيئا آخر، يصبح الريال كرما، و التمرة جنة، و الابتسامة بوابة فأل، و شطيرة الزعتر ذكرى تستعصي على النسيان".
كما قدم العديد من النصائح و الإرشادات التي تزكي النفس و تسمو بها الى أسمى درجات الحب و الرحمة و الإنسانية.
الفصل الثاني:
معنون بـ بائع الخردوات
يدور الفصل الثاني حول الأشخاص المقربين و المحيطين بنا ، و عن مقدار الفوائد التي نجنيها بسبب ذلك القرب ، الذي لم ندرك في أحيان كثيرة كم كان قربهم سببا في حمايتنا من الكثير من المخاطر.
تناول في نفس الفصل أيضا العديد من المواضيع الأخرى، تحدث عن الأب و ألم حرقة غيابه و عظيم مكانته التي لن يملأ فراغ وجوده أحد. " ستظل الأبوة نصاً عظيما لا يمكن أن يفسر معناه و يشرح تفاصيله غير الأب "
الفصل الثالث:
(الكلمة النبيلة)
يوضح الكاتب كيف يمكن للكلمة الطيبة النبيلة أن تصنع الكثير و تغير الكثير، فهي ألوان الحياة و رونقها و بهجتها ، مستشهدا بذلك بقصة سيدنا يوسف عليه السلام.
الفصل الرابع:
"الطيبون"
يحث الكاتب على ري حدائق الحب و التسامح المقفرة في دواخلنا ، و تنقية نفوسنا عما يدنسها من سوء ظن بالآخرين و إصدار أحكام مسبقة عنهم دون وجه دليل.
الفصل الخامس
"الزمن الشهم"
تحدث فيه عن الشهامة و كيف أن الحياة تغدو جميلة بها ، في وقت كانت فيه الشهامة و النخوة صفة ملازمة و مبدأ و مُثل ، حيث يقول الكاتب: "ستكون الحياة أجمل ، إذا مزجناها بشيء من الشهامة"
الفصل السادس:
علمني السيوطي
حذر الكاتب من احتقار الآخرين أو التقليل من شأنهم ، أو الحكم عليهم بناء على منظرهم أو مهنتهم، حتى يبقى الشخص ذكرى جميلة لمن حوله ، لربما أتته تلك الذكرى على هيئة دعوة في قبره ، أو ذكرا حسنا يشيد بأخلاقه في مجلس ما.
الفصل السابع
المعلم ذلك الإنسان
تحدث الكاتب عن مواصفات المعلم الحق من خلال نماذج عايشها ، و ما يجب أن يكون عليه من قدوة يتأسى بها طلابه ، فالمعلم العظيم ينتج جيلا عظيما. من أجمل ما قال الكاتب " ترى كم من الإنسانية كنا سنخسرها لولا أولئك الرجال الذين لم يكتفوا بتعليمنا العلم فحسب ، بل علمونا فوق ذلك الإحساس ، و الحب و الحنان".
الفصل الثامن
يركز الفصل الثامن (علبة فارغة) على الصداقة وقيمتها ومعانيها السامية، و الحث على تجنب كل ما يعكر صفو علاقتنا بأصدقائنا ، وعدم التخلي عنهم من أجل مواقف فارغة لا يمكن أن ترتقي لأن نخسر صديقا مقربا بسببها.
الفصل التاسع
غراس الشر
تدور لب فكرته حول ضرورة مراعاة مشاعر الآخرين ومحاولة التخفيف عنهم باحتضانهم واحتوائهم ، و عدم فعل ما من شأنه أن يلحق الأذى بهم فما ستغرسه اليوم ستحصده غدا
الفصل العاشر
علمتني زهرة الفل
هو درس استقته زهرة الفل للكاتب ، فكما أن لزهرة الفل شذا لا يتضوع إلا وقت الفجر ، هناك ظروف و أوقات تعكف الناس عن تقديم الأجمل ما فيهم ، لذا لا نجعل ظروفهم تلك هي الأصل. فإذا فهم السبب بطل العجب !.فما أجمل أن نلتمس العذر للآخرين و نجلسهم في أماكن تتوشح بصفات قد لا يرتقون إليها حقيقة.
الفصل الحادي عشر
معركة ذات المجالس
ينوه الكاتب الى وجوب إطلاق الأحكام و وجهات النظر وفق منبت علمي صحيح و تأمل عميق و إيمان لا تردد فيه لصحتها ، و لا نلقي آراءنا جزافا أو نغيرها حسب درجة حرارة المجلس ، أو حسب آراء و معتقدات ولدنا عليها ، أو تلقفناها من أفواه شخصيات مميزة في نظرنا.
الفصل الأخير
فاكهة الشوك
و هو يتحدث عن الخسائر التي نتكبدها من مصادقة أشخاص لا يستحقون صداقتنا، بل يسببون لنا الألم الذي ربما يستمر لفترة طويلة، لذلك الأفضل الابتعاد عنهم.
الخاتمـــــــــة:
كن جميلا ... ترى الكون جميلا
كتاب عبارة عن زخات من مطر تسكب منهمرة على نفس القارىء، لتنبت في أعماقه ورود حب و رحمة و تسامح و توقظه من سبات ظلام غلف به قلبه ، فتفتح في زاوية من زواياه نافذة جديدة تنساب منها أنوار شمس الكلمات الدافئة ، فتلون حياته لتصبح أنقى و أجمل.
كتاب سوار أمي ... كتاب يزرع أكاليل الحب و الجمال بدواخلك .... كن جميلا ترى الكون جميلا
"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق