✍🏻 كتبها : محمد عبدالرحمن باجرش
صلِّ على قبلة الأنوارِ و الشيَمِ
وموئلِ الحب والأشواقِ والقيـمِ
أزكى صلاةٍ مع أرقى تحيتها
عليك يا باب غفرانٍ ومــلتزمِ
صلى عليك إله العرش في ملأٍ
من المـلائك بالتبجيل والعِــظمِ
تطاير الشوقُ أفراحاً مجنحةً
تأوي بذلٍ من الإجلالِ محتشِمِ
تهيم في بحر ذكراك معانيها
وتستقيها بحورالشعر والكلمِ
تبث من وجدها شكوى ترددها
في موكب النوروالإسعاد والكرم
آلاءها بين أشجانٍ تعانقها
مع الرويِّ قوافي السُحب والديمِ
تحفها بربيعِ الأنـــــس وهي لنا
تروي العجائب بالإعجازِ والعِصمِ
يا تاج ملك ملوك الأرض كلهم
و سيد الخلق من آتٍ ومن قـِــدمِ
تعشَّق الوجد فيكم والوجودُ معاً
فداما في مبتدا الخيرات والخَتمِ
بُعثت من رحمة الباري لتنقذنا
من الجحيم الى الجنـــاتِ والنعمِ
سارت بسيرتك الأكوان فانتشرت
فيضاً من النوريستعصي على الظلمِ
قِوامُ دعوتكم عدلٌ ومرحمةٌ
ترعى الفضائل بالأخلاقِ والذممِ
خَتمُ النبوة ِ بالحقِ المبين أتى
يجددُ العهد بالبَيعاتِ والقَسَــــمِ
وأيقظ الفطرةَ الغراءَ من وسنٍ
وأمَّها نحو ما بالغيب من شممِ
يُشير كل بنانٍ منه معجزةً
إلى النبي وآياتٍ من الحِــــــكمِ
وشقَّ صدره أملاكٌ مقدسةٌ
فقدسوهُ ببحرِ الوحي والهمــمِ
من قبل بعثته هامَ السحابُ به
ومدّهُ بالندى والظلِّ والحشـــــمِ
بُحيرى دهشتُه جاءت تمجدُهُ
في حينِ ميسرةَ بشراهُ كالنُجُمِ
عليه من تعرف الأرجاءُ طلعتَهَ
يســـلّمُ الحجرُالميمونُ بالأكــــمِ
أتته معجزةُ القرآن خــــــالدةً
كرحلِها بعنانِ الخلد مستنمِ
تفيض منها كمالاتٌ محققـــة
وعلمها فوق عِلم الكـــــون كالعلمِ
تشق كل شغافٍ من بلاغتها
حروفها بجمالٍ منها مرتسمِ
وتكشف الغيبَ تثبيتاً وتذكرةً
وقولها الفصلُ في التاريخ والأممِ
تروي لنا بدأةَ التكوين مُسندةً
شهودها قبل خلق الخلق من أدمِ
أشار للقمر المنشقِ فانبلجت
منه الحقيقة تنفي الوهم من تُهمِ
فقام يشهدهُ السُمارُ قاطـــــــبةً
و كلُّ قافلةٍ كانت بذي سَـــــــلَمِ
يمشي وتحرسهُ الأملاكُ في جللٍ
وتخطفُ الجهلَ إنْ يدنُ فينهزمِ
وضاقَ من كُرَبٍ صدرُالحبيب على
فقدالأنيسين فــي عام من الغُمَمِ
فكان إسراءُهُ التفريجَ من كربٍ
وكان معـــــــراجُهُ التثبيتَ للقَدَمِ
وجال بالروحِ والجسم الشريف معاً
بسدرة القرب والإتحافِ والكرمِ
ونال في المنتهى قدراً ومنزلةً
وغاب في قاب قوسين عن الرُسُمِ
وعاين الخلدَ والميزان منتصباً
عندالصراطَ مع النيرانِ والحممِ
وعالمَ الغيبِ والأملاكِ ما وردوا
كاللوحِ والعرشِ والكرسيِّ والقلمِ
وكذّب الكبرُ ما قد جاء من نبأٍ
فردَّه الحِلمُ والصدِّيقُ من تَــــيِم
أينكرُ القعرُ من سقف السماءِ عُلاً...
وهو الذي دون مابالقعر من عَتَمِ
وليلَ هجرتِهِ سار الضياءُ بـــــهِ
يحثو الترابَ على أعدائِهِ الخُصُمِ
ومرَّ من بين أسيافٍ بأيديهــــمُ
فما رأوه من الخـــذلانِ والصممِ
وهبَّ يتبعـُـــهُ من شِقـــوة نفـــرٌ
فأدركوهُ بغـــــارٍ فيــه لم ينمِ
وكانت أسبابُهم أوهى وسطوتُهم
من عنكبوتٍ وبيتٍ فيـــه منهدمِ
وثانيَ إثنينِ تحمــــــيهم مراقبةٌ
من القديرِ وألطافٌ من الحَـــكَم ِ
ويلحق الركبَ صعلوكٌ على فرس
رام الجوائزَ من مستعبَد الصنمِ
أبان معجزةً في إثرِ كبوتِهِ
من بعد كـــرَّته بالقاع واللَقَـــمِ
فأيقن أنهم من حزبِ بارئهم
في حرز مقتدرٍ أو حصنِ منـــتقمِ
فسالموهُ على بشرى محققةٍ
لَيُلبسوهُ سواري مــالكِ العــجمِ
وأمُّ معبدِ إذ جاءت على خجلٍ
بالشاةِ عجفاءَ من مَحْل ومن سَــقمِ
فبارك الله من مَسحِ النبي لها
فدرت ألبانها من ضـرعِها الفــعمِ
وأقبل الصبحُ موصولاً بطلعتِهِ
من بعد ما ودَّعَ الظلماء من إضمِ
فكان معجزةً ميــــــلادُ أمَّته
منصورةٌ بالهدى والدين في أمَمَ
أجيالها ببقاع الأرض ما سكنت
أشواقُهم بالنِدا تهفو الى الحـرمِ
و كان في بدرٍ الكبرى معاينةً
للمعجزاتِ من الفرقان والنِـــقمِ
تغشى السكينةُ أصحابَ النبيِّ بها
سورٌ حِمَاه لهم أقوى من الأُطُمِ
تنافست كلُّ أملاكِ السماء على
نيل الشهودِ مع الفرســـان والخدمِ
وحدّد لجثامِ القوم مصرعهم
فما خطوها وهم صرعى مع الندمِ
وينبعُ الماءُ من بين أصابعِهِ
يفورُ كالعين أويجريه كالعَرمِ
فيرتوي الجيشُ والأنعامُ من شرفٍ
ويشبع الجمعُ مرّاتٍ من اللُقمِ
وكانا في أُحدٍ في صورتي بشرٍ
جبريلُ يمناه وميكائيل بالشآم
و فرَّ بالريح أحزابٌ له احتشدت
كالصيحةِ تُكفئ الأجفان بالحُطمِ
وصخرةُ الخندق طارت شرارتُها
إن تصطدمْ بقصور الفتح تحتدمِ
وكلمتهُ ذراعُ الشاة في خمدٍ
تُذيع ســراً لها بالسم من كَتمِ
ويوم مؤتةَ بالأخبار معجزةٌ
تاتي على البعدِ كالأنفاس والنسمِ
نعى بها زيدَ في وصفٍ وفي صِفةٍ
وبعده جعفرَ الطيارِ ذا الرحمِ
فابن رواحة بالرايات يعقبهم
كخير مستلم من خير مصطلمِ
ويوم فتح الفتوح فوق راحلةِ
يؤشر فإذا الأصنامُ في قَصمِ
حنينُ تعرفهُ في يوم صرختِهِ
ويوم رميــــتهِ بجيشها الهزمِ
والوحشُ والجملُ والطيرُ تألفه
كل له قد أتى يشكي من الوخم
والذئبُ يا عجباً منه وقد شهد
بالله ثم النبي المرســــل الهشمِ
فأسلم اليعربيُ من فصاحـــــتِهِ
وهو يرى أدباً للوحشِ والبهمِ
وقد رأى صحبُهُ الأشجارَ طائعة
تمشي تخــطُّ ترابَ الأرض من قَثَم
كانت تحاورهُ الأغصانُ في ظُللٍ
تســـتأنسُ وتميل ميل مبتسـِـمِ
وسبّح بيديه الزادُ مبتهــــــجاً
ولان منه الحصى بالراح من فخمِ
والجذعُ حنَّ حنينَ الدهر مجتمعاً
ليُســــمعَ الكونَ ما بالحبِّ من ألم
فكان يسمعهُ جهراً و من حضروا
.ليشهدوا بعده الإعجــازَ بالزخمِ
في كل معجزةٍ تجري على يده
قد كان يشهدها تصديقُه ُ بفم
وبعدُهُ نشهدُ أن لا إله سِوى
اللهُ من قدَّر الإنشاء من عدم
ثم الرسولَ الذي للعالمين هدىً
ومن له خُتم الإعجاز في تَمَم
تعليقات
إرسال تعليق