المؤلف : محمد حامد الأحمري
عدد الصفحات : 253
لطالما شغل "المثقف" أهتمامات المفكرين سواء في الغرب أم العالم العربي وأصدرت حوله الكثير من المؤلفات
ويعد كتاب د.محمد الأحمري من الكتب الحديثة في هذا المجال
وجاء بأربعة عناوين كبرى، تدور حول “تعريفات أساسية”، و”تكوين المثقف”، و”فاعلية المثقف”، و”قضايا ثقافية”، تلتها خاتمة وملحق عبارة عن “رؤية في العلاقة بين المثقفين والسلطة”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إن من يأمل ويتطلع إلى المستقبل لابد من أن يتجاوز التخصص. "
صفحة : 12
يطلب من المثقفين إنتاج ثقافة أو دراستها ونشرها ،ويطلب منه أن تكون لمعرفته وثقافته رسالة ومسؤولية.
صفحة: 12
فإن المثقف هو من يبدع ويوزع ويمارس الثقافة؛ أي العمل الرمزي الخاص بالإنسانية والذي يتضمن الفن والعلم والدين.
الصفحة: 34
ويرى هشام شرابي أن المثقف هو الشخص الملتزم الواعي اجتماعيا، بحيث يكون في مقدوره رؤية المجتمع والوقوف على مشاكله وخصائصه وملامحه، وما يتبع ذلك من دور اجتماعي فاعل من المفروض أن يقوم به لتصحيح مسارات مجتمعية خاطئة.
الصفحة: 35
والهجوم على المثقفين متكرر كثير وشديد اللهجة والسخرية أحيانا، وإن كان بعضهم يقصد مرة مثقفى السلطة وطباليها، وكذا حمالي طبول الأحزاب المكلفين بالدفاع عن أخطائها، مثل الطبقة التى روجت للشيوعية والدكتاتوريات والقوميات المتعصبة فى العالم.
الصفحة : 41
الأصل فيةالمثقف أن يكون عملياً لا نظرياً، فليست الثقافة مجرد متعة ذهنية، ولا معالجة نصوص فلسفية، بل المثقف هو من يجمع بين العمل والفكر.
الصفحة : 43
إن محادثة العقول القوية زيادة نمو وتربية لمن ينال حظ القرب منها، فقربها والتلقي عنها وسيلة للحكمة والنضج لا تنسى.
وإذا كان من الضروري لنجاح المثقفين وتأثيرهم أن يلتقوا وأن يتحدثوا ويتناقشوا، فقد حققت الوسائل الحديثة بعض ذلك، وبقي عليهم التخفف من عيوبهم ليتمكنوا من إنجاز البيئة المعرفية الإصلاحية وصناعتها، فالتواصل أساس في التأثير.
الصفحة :59
من الأسباب التي تضعف ثقافة الفرد، وتقلل من النقاش والحيوية الثقافية في بلد ما، إصرار سكانه على التماثل الشديد في ثقافتهم، وإغلاق الأبواب دون الاجتهادات، ومنع الخروج على النسق السائد، وعدم المرونة مع المخالف.
صفحة : 64
ولو قارنا السياسات الفاشلة في بلداننا لوجدنا أهم أسبابها الارتجال والعاطفة والموقف السريع المبني على جهل وتعجل ورأي جهلة مقربين أو أعداء مخادعين.
الصفحة :55
والتنوع أيضاً يفقد المتنفذ ثقافياً سلطته ، فالموقف من الإجبار على ثقافة معتاده لا يخلو من نزعات سلطوية تنبئ عن ضعف المثقف أو الشيخ لا نجابته ولا قدرته، خاصة في مجتمعاتنا التي تتميز بالنزعات الشمولية حتى في ادعاء المعرفة.
الصفحة : 65
غير أن بعض الأكادميين ، وسيعا وراء التمييز في التخصصات ، صنع من التخصص سجناً معرفياً حاصر نفسه فيه بالمعرفة ، فدخل عليه الجهل من هذا المدخل ، مدخل الاكتفاء بالتخصص وكتبه المدرسية ، وحجته الخلاص من معارف عامة سريعة كثيراً ما تكون طابع المثقفين.
الصفحة ..68
وكما يعانى الملتزم بمجتمع وعادات وتقاليد وعلاقات بوعيه أو بدون وعيه، فيقدم منها اللامعقول وللامقبول واللامبرر إلا لوشائجه وأعرافه؛ فإن الآخر يعانى من عدم تقدير لها وأحيانا كثيرة لايفهمها، ولايعرف ضغط العرف والعادات والتقاليد على المثقف المحلي المجتمعي، المأسور أحيانا بما هو ضد عقله ودينه وقناعته، وبأعراف أرسخ مما سواها من إعتبارات.
صفحة : 83
المثقف هو من يقوم بدور صناعة الافكار وتحليلها، وكذا صناعة الإجماع على طرفي النقاش مع السلطة أو ضدها٠
صفحة :90
من أوجب مسؤوليات المثقف معرفة عيوب المجتمع ومشكلاته وتعريفه بها، ونقل المسؤولية من الخاصة إلى العامة لتكون هماً عاماً ، فربّ مجتمع غارق في مشكلات لا ينتبه لها ، ويقوم مثقفو السلطات المتنوعة بتخدير الناس حين تفتك بهم الأمراض، ويقدمون الأعذار للأفراد والمؤسسات وليس دور المثقف المسؤول، بل إن دوره يتمثل في التنبيه على أية معضلة - حتى ولو بالغ في عرضها- ليساعد في اجتثاثها؛ لأن مصائب المجتمعات كأمراض البدن، كثيراً ماتبدأ صغيرة وإهمالها يعمقها حتى يصعب العلاج.
صفحة :94
إن كان هناك دور لا يليق بالمثقف فهو الخطأ المتعمد والتقصير المستمر والتلهي بالمشاغل الجانبية مما لا يليق به، فهو مطالب بالإنجاز في عمله حيث كان، ويزيد على عموم الناس بأمانة الثقافة ومسؤولية ضميره تجاه هذه الأمانة.
صفحة : 95
إن مرونة المثقف شيء يفقده المجند الثقافي مبكراً ، فتجنيده فكرة أو عدة أفكار في صغره أشبه بمن يدخن صغيرا، إذ يصبح الإقلاع عن عاداته الفكرية أصعب ممن جند متأخراً، مع أن للعامل الفردي والاستعداد للتنويع أثره الذي يظهر.
صفحة : 111
إننا كثيراً ما نعرف الحق والباطل والعدل والجور، ولكننا لانعرف كيف نساهم فى إنجاز الخير وتنفيذه، ولا نعرف نرد الشر ونتخلص منه، ولهذا فإن للعارفين والأذكياء دوراً مصيريا في تحقيق المكاسب الخلقية والمعنوية والعلمية لمجتمعاتهم، وعليهم مسؤولية رد الشرور والتنبه لها، وعلى القيادات الفكرية والثقافية تقع المسؤولية الكبرى فى هذه القضايا.
صفحة : 118
المثقف ليس محصور الدور كالقاضي في قضية، ولا المطلوب منه ذلك ، بل الحاجة تلزمه أن يكون شاهدًا مرة ، ومدعياً أخرى، ومدافعاً في موقف ثالث ، وجندياً مرة ، وقيادياً مرة أخرى، وغالباً هو أقرب إلى دور المفتي وأمانته فيما يعلم ، ويقوم بدور الجندي فيما عليه أن ينفذه ، فعليه أن يقول الحق فيما هو بصدده ، وهل يجرؤ أن يقول بغير مصلحته الشخصية عندما تتعارض مع الحق ؟ ذلك هو النداء المستمر للمثقف بأن يتجرد للحق .
صفحة :120
وقد يفهم المثقف خطأ أن مكانته تعني صوابه المستمر، وهذا ليس صحيحاً، بل قد يكون صوابه في وقت ما مهواة به إلى أخطاء فاحشة في أوقات أخرى..
صفحة : 121
إن للمثقف العام واجبات إن لم يحققها فإنه لا يستحق هذا الوصف.
ومن واجباته ترفعه عن شهوات ضعفه وعن ضغوط السلطان المختلفة عليه، وهو يسلك بهذا طريقاً يخسر فيه دون ريب ولكنه يكسب روحه وضميره وصدقه، كما يكسب ثقة الناس وتعاطفهم من كل مكان، خاصة الذين يدركون صدقه والثمن الذي يدفعه جراء ترفعه على عوامل الصغر والسقوط.
صفحة: 126
ولا أذكر أني شاهدت غياباً للوعي وللإنسانية ولكرامة الإنسان كما مارسها عدد هائل ممن نسميهم مثقفين؛ إذ انحرفوا عن كرامة الثقافة لنصرة الاستبداد ، أو لنصرة الظالم الذي تمثلوه قريبا منهم أو محققا لمنافعهم..
صفحة : 134
المثقف ليس حمّال طبل للسلطة، ولا منوما للمجتمع يبشره دائما بأنه أنى سكت وتبع قادته فهو على الصراط المستقيم، ولكنه يراقب الانحرافات ويمتدح الحسنات فتصيبه عاقبة النقد للناس وللسلطة وللمتنفذين، وهنا يكون أمينا وموثوقا حين يكون بصيرا ومنتقدا ومؤيدا لما يؤمن بأنه حق، حي الضمير في الاعتراض على المظالم ويذكر الناس أفرادا وجماعات بمسؤولياتهم تجاه حياتهم.
صفحة : 145
المسافة بين الشعوب في الغالب لغوية وثقافية وليست جغرافية فحسب .
الصفحة : 145
وكان للشعر العربي الساخر في عصرنا دور كبير في إثارة الناس وفتح أعينهم على عيوب حكامهم ومسؤوليهم وموظفي حكوماتهم.
صفحة : 153
إن مما أضعف مجتمعاتنا وجعلها ضعيفة تابعة وخانعة إنها لا تمارس حرية التعبير.
صفحة : 161
المثقف الإسلامي يعيش على تراث أمته، وهو تراث واسع وعميق ومتنوع، وهو مخالف للثقافة الغربية ويعطي المتعامل معه قدرا كبيرا من الثقة بالذات.
صفحة :165
إن كثيراً من المثقفين والأحزاب التي أرادت النهوض بالعالم الإسلامي والعربي تبنت عُقدة إرث المثقف الأوروبي المتطرفة خاصة.
صفحة :176
إن النصوص المقدسه والقناعات العقليه للناس أسلحة جبارة، ومكاسب راقيه للبشر، وكثيرا مايقصر الإنسان في فهم تعامله مع العقل ومع النص، ويتهاون بأهمية طرق فهمه وممارسته لهما.
صفحة: 180
ومن أسباب اختيار فلسطين -رغم زيارت هرتزل لها ومفاوضته مع السلطان العثمانى شأنها- موجة العلمانية والاستعمار المفتوح لكل البلدان السائبة والضعيفة، ثم الوجود العربي والاسلامي الكبير وموقف السلطان العثمانى.
صفحة : 194
وقد يبقى عند العرب وجود للمد القومي مادامت الصهيونية محتلة أرضهم، ويرتفع المد الإسلامى بمقدار التحدى حين يتخذ وجهاً دينياً يهودياً أو مسيحياً، بحكم حال رد الفعل غير الاختيارى.
صفحة : 195
إن التحيز الذي يُبقي الأحترام والتنوع وحق الإختلاف يجعل البشرية آمنة؛ لأن ما يثير الشعوب ويحرك مخاوفها خشيتها على ثقافتها وشعورها بعدوان الآخرين على ما يمثل قيماً متعالية لها .
والشعوب قد تحارب من أجل ثقافتها المنتهكة ولا تحارب من أجل طعامها وضروراتها؛ إذ ترى ثقافتها ضرورية أكثر من ضروريات المعيشة وواقع الإنسان وتاريخه يُثبتان أن تحيزه أو تحيز غيره الجائر على ثقافته يخرجه للقتال وتصبح الثقافة سلاحاً فتاكاً في تعامل الناس حينما يغيب صبرهم على تعدد ثقافاتهم.
صفحة : 199
والتحيز عندما تحاصر شروره ويخفف منه ويبقى فى دائرة العدل ولايصل إلى الجور على الاخرين، فإنه يبقي شيئا من التنوع الجميل فى أنماط الأفكار والحياة البشرية، بحيث لا تمطس ألوان هذا الكون المختلفة
ليصبح اللباس واحداً واللغة واحدة والتعامل واحداً والطعام واحدًا، وننتهى بثقافة واحدة.
صفحة : 199
إن المثقف التعيس بثقافة القبائل والأحزاب في هذه العصور محظوظ بين المثقفين الأقل توقدا عقلياً، والأقل اشتعالاً عاطفياً، ولكن من اتسعت معارفه وثقافته فإنه يقف على الحافة ويعاني العيش على الحدود ، في طرف ثقافة يأخذ منها ويترك ، يتعصب ويتمرد، حتى إذا طارت به أفكار لا يحمد عاجلها ذاق حزن الانقطاع عن حضن القبيلة والحزب وحنانهما، وتعرض عقله لنيران عديدة قد تنضج فكره أو تهمشه وربما تتالت عليه الشبهات والخلافات والتهم بالانفصام والضلال البعيد.
صفحة : 211
فالمؤسسة تبني الفارغين فكرياً والقطعان المنفذين، وتملأ الفراغ في نفوسهم وعقولهم بأي موقف تراه، وتجعل منهم آذاناً وأرجلاً لمصالحها، وينحدر مستوى الوعي الفردي حتى لمن أراد أن يكون واعياً فيها، لتجعله تابعاً فاقداً وعيه منفذاً وعي غيره.
صفحة : 212
وكان كبار الفقهاء في ثقافة المسلمين رواد المعارضة، وهم يؤثرون في تلاميذهم ومن ثم في الأمة٠
صفحة : 213
وبهذا يكون الماضي كالحاضر قادراً على الحيوية والتأثير بسبب إعادة التفسير المستمر ، ويبقى الماضي محفوظا هناك بنصوصة وتفسيراته القديمة.
صفحة : 223
أما الوسائل التي توفرت وحققت إنجازاً لعامة البشر فلم تغير كثيراً من طبائعهم، فهم يحتاجون اليوم وغدا إلى من يوجههم ومن يقودهم إلى طريق دون آخرى.
صفحة : 238
المثقف عندنا أحياناً لم يزل يتلمس أو يحاول وضع خُطاه الأولى ، ولم يقم جمع كبير منهم بواجبهم، ولا يجوز لعاقل أن يقارن دور مثقف لم ينجز بدور مثقف في مجتمعات أخرى؛ فالمقارنة السلبية خداع.
فنحن على العتبات الأولى وينتظرنا دور وأمانة ورسالة لم تُنجز وفراغ رسالي عظيم، في أمة ينهبها الجهل والخرف والاستبداد والتبعية؛ لأن قادة الثقافة لم يقوموا بما يجب عليهم .
صفحة : 242
ذكر الجاحظ عن قول الله تعالى {سماعون للكذب أكالون للسحت} أن القرآن قرن "أو ساوى" بين الكذب والاستماع إليه ، فكان الاستماع إلى الكذب جريمة لا تقل عنه أصلا . ولو لم تجد فكرة مستمعا إليها ولا مروجاً لها فإنها تموت ، ونادرًا ماتحيا فكرة لمجرد وجودها في وسيلة حفظ كالكتب ، ما لم يتصدر أحد لنشرها أو إعادة عرضها .
صفحة : 242
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان هذا الكتاب ضمن الكتب الشهرية لمجموعة اقرأ للقراءة الجماعية لشهر أغسطس
وقد شارك القراء بهذه الباقة الملهمة من الاقتباسات
نفعنـــا الله وإيـــاكـم
تعليقات
إرسال تعليق