إن الكلمات لتستعجم وإن البلاغة لتحتار ، ماذا أقول تعبيراً عن مدى امتناني لتصدري هذا الديوان إن الشعري التاريخي بمقدمة تسطرها أناملي القاصرة .
إن أسرة " اقرأ " الرائدة بحق معجزة في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي كمجرة ناصعة بين سدم السماء ، كواحة في البيداء غناء .
ليس يجحد فضل مجموعات " اقرأ " الرائدة في إثراء العقل والوجدان العربي إلا حاسد ، أو عدو متربص حاقد .
ولكم كنت محظوظاً بانتمائي لهذه الحديقة الوارفة ولا سيما مجموعة " اقرأ - اللغة العربية " هناك حيث تجد من الإبداع ما يخلب الألباب ، ويمتع الرفاق والأصحاب .
مما يسر الناظرين ، يترنم فيها الشعراء من حين إلى حين ، يتبارون أيهم يقطف أينع ما تجود به القريحة ، معبرين بمشاعر جياشة عن أمتنا الجريحة ، ينثرون على من حولهم ورد الأمل ، ويكنسون بسطوة الحرف أشواك الألم ، يستنهضون بسحر الكلمة الهمم .
شباب " اقرأ " كمنقب عن ذهب يستثير أطنانا من أرض أهلها محرومون ، مؤسسوها ومشرفوها يعملون بعزم دؤوب ، مع صمت الألسنة وحديث القلوب .
يتناوبون الليل والنهار لا يسأمون ، أولئك الجنود المجهولون .
ونحن من خلفهم نرى طحنا ولا نسمع جعجعة ، بفضل الأستاذ عبد الرحمن ( المشرف العام ) ومن معه ؛ فلهم منا جميعاً خالص الشكر وبالغ العرفان .
ومن روائع مجموعتنا الرائدة ، تلك المبادرة الرائعة ، بجمع ديوان شعري لكوكبة جمعها الحب والمعاصرة ، فتألقت " كزرع أخـرج شطأه فـازره "
. ديوان ( سفينة الفصحى ) عنوانه ، تلوح في بحار العربية أشرعته ، وتسطع على شطآنه شموس اللغة ، تتلألأ أعاليها بأرباب الحرف والقلم متألقة ؛ وهي تسير في محيط لا ساحل له ، تنوء أعماقه جوهرًا ، ودررًا ومرجاناً فاخراً .
ماؤه شف ، وسوغه خف ، تعنو لنميره هدب العيون ، وتصيخ لخريره شفاف الشجون .
بحر تغوص في أعماقه المشاعر ، يجتزئ منها الكل من ناثر وشاعر ، لا تنضب ولا تبيد ، خالدة أبدأ تبدع وتجيد . فلله درها سفينة !
ولله ما أروع ربانها وشعرائها !
في سماء الأدب نجوما لامعة ، وفي حديقتها الوارفة وردا متوردا وأزهارا متناسقة ، رتبت بعناية .
سفينـة الفضحـى دیـوان اقـرأ الشع خمسة وثلاثون شاعراً وشاعرة ، هم ممن تعلق عليهم أمتنا آمالها ، وتأمل منهم رأب صدوعها وتسكين آلامها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق