منذُ خيانة ربيعٍ الأول !

قصيدة "بقلم: يحيى الشريف" | نقد الواقع ونداء للنهضة

في نقد الواقع ونداء للنهضة

بقلم : يحيى الشريف

قصيدة شعرية عمودية عميقة للشاعر يحيى الشريف، تتناول نقداً موجعاً للواقع الاجتماعي والسياسي، وتستدعي الذكريات المؤلمة من التاريخ الإسلامي كصفين وكربلاء، لتنتهي بدعوة صريحة للوعي والنهضة بالعودة إلى مسار الرشد والإسلام الحقيقي.

مُذْ خانَ واقعُها رَبيعَهْ يَجتَرُّ في وَجَعٍ نَجيعَهْ
يَهوي بِما تَهوى خُطاهُ يَسيرُ مَسلوباً سُطوعَهْ
إنْ غادرَ اللَهَبَ المُقيمَ يَجدْ بِساحتِهِ صَقيعَهْ
ما عـــادَ في رفـــعٍ لها إلَّا و جَــرَّ بها وقوعَــهْ
ما أشرفَتْ نَحوَ العُـــلا إلَّا و يُلهـــمُهـا قُنوعَــهْ
يَشتاطُ مـن جَـــورٍ بها و يعودُ يُهديها خُنوعَـهْ
و يَرُدُّ أســـــــوأَهُ إلـــى سَيرِ الزَّمانِ معَ الطَّبيعَةْ
يَرجــو انفراجتَهُ عــلى خُذلانِ تنويرِ الطَّليعَـــةْ
و يُضيْعُ بُشرَ قميصِ فَجرٍ بالنِّهــــــاياتِ السَّريعَـــةْ
***
مُــــذْ أنْ تَتَوَّجَ (غــــــالبٌ) و السَّيفُ يُعلنُ أنْ تُطيعَـــهْ
و لِنَهج (ربِّ الحُكمِ) باسم (الرَّبِّ) إلهـــــامُ الخديعَـــةْ
و غدا بريقُ (اللاتِ) باسمِ (اللهِ) مُكتسِـــياً لُموعَـــــهْ
و هَوى (أبي جهلٍ) لأجلِ الحقِّ مٌحـــتَثٌّ جُموعَــــهْ
لِتَرَى بهــا كَـــــرَّ السِّـــنينَ و قُعــــرَ مأســأةٍ فظيعَـــةْ
و ِيَدومَ ماضـــيها عــــلى آفاتِ حــــاضرِها ذريعَـــةْ
و عـــلى نَزيفِ صِراعِــــها (صَفَّينُ) ما برحَتْ رضيعَةْ
و خُــطى الكروبِ تواصلت مِن (كربلا) تُزجي الفجيعَةْ
و الدِّينُ مُحـــتارُ الخُــطى ما بينَ (سُنَّتِهِ) و (شِيعَــةْ)
***
يَشكو هــــــواها وضعَـــها و يرومُ من شِعري وكيعَــهْ
فيُطـــــلُّ مــــنِّي ناهـــــياً عن نهجِ أطماعٍ وضيعَــــةْ
عن قــولِ خِـــسَّةِ شاعـــرٍ يَمضي بِزخـــرفةٍ شَنيعَـــةْ
عــــن دربِ كــلِّ عُــــمامةِ بالدِّينِ تلهـــجُ كي تَبيعَـــهْ
و يَشُــعُّ حَـــرفي هــــادياً قومــي لغــــاياتٍ رفيعَــــةْ
فيها خُطى الإنسانِ تَرفُــلُ بينَ آفـــــاقٍ وســـيعَـــــــةْ
مِن نفـــي (مُفـــرَدِ) فاعـــلٍ في (الجَمعِ) يَحسَبُهُ قطيعَهْ
مِــــنْ دونِ فِعــــلِ مُطـــلَقٍ يُزري بِـــ(أُمَّـــتِنا) المَـــنيعَةْ
و عــــلى مَسيرِ الرُّشدِ مِــن إسلامِـــها تُحـــيي رَبيعَــــهْ

تمت القصيدة بفضل الله وعونه.

تعليقات