أجمل وأعمق اقتباسات من كتاب بقناديل الصلاة - فريد الأنصاري
💡 لمحة تعريفية عن الكتاب
كتاب "بقناديل الصلاة" للداعية والأستاذ الدكتور فريد الأنصاري، هو كتاب روحي عميق يأخذ القارئ في رحلة تأملية داخل فريضة الصلاة. يصف الأنصاري الصلاة بأنها "رياضة الأنبياء والصديقين" ومحرابٌ تشتعل فيه "قناديل خضراء" من النور، وهي وسيلة للتحرر من كهف الذات والولوج إلى مقامات الجمال والجلال الإلهي. الكتاب يعيد اكتشاف البعد الروحي للصلاة، من الوضوء حتى السجود.
المؤلف: د. فريد الأنصاري.
عدد الصفحات التقديري: حوالي 164 صفحة.
1. رياضة الأنبياء ومقامات النور
أن تفتح محراب الصلاة؛ يعني أنك تبحر إلى مقامات النور، تحت أشرعة السلام، عبر رياضة الأنبياء والصديقين، حيث تفيض الروح ببهائها على سائر أعضاء البدن، فتوقد بين الجوانح قناديل خضراء، تملأ القلب سكينة ومواجيد، ذات هالات من نور، تسري بك إلى مقام الجوار الأعلى، لدى الملك العظيم.
الصفحة: (14)
هنا يا صاح تحت شلالات الصلاة، تستطيع أن تتخلص من أدوائك، وعبر بوابتها الخضراء، تستطيع أن تخرج من كهف ذاتك، إلى عالم الخير والجمال، وفضائه الفسيح، بعيداً عن شاطئ الصلصال النتن، وكهوف الطين المظلمة.
الصفحة: (14)
فلا بد قبل التحليق من المسير.
الصفحة: (24)
وتدور الفصول ما بين حر وقر، فيبقى الوضوء سراً من أسرار الجمال، الذي ينسخ نوره أثر معركة الحياة، ويضمد جراح الروح.
الصفحة: (26)
تلك الصلاة بنورها وبهائها، سفر من مقامات الجلال والجمال، وسياحة للروح على هيئات ذات أحوال ومشاهد الكرامات والأنس والرضى، تُلقى عن الله ذي الجلال، تلك الصلاة رياضة الأنبياء والصالحين ومن اقتفى آثارهم من السالكين رياضة تعمر القلب والجوارح بالحب والعافية والسلام.
الصفحة: (95)
2. سياحة الروح في الفاتحة والسجود
سورة الفاتحة في غير الصلاة، تفتح للقارئ نافذة علم... وأما الفاتحة داخل محراب الصلاة، فهي تفتح للعابد أقواساً من نور، لمشاهدة جمال العلم بالإسلام من داخل قباب التعبد، فالعبد يقرأ بين يدي سيده مناجياً، وشهود الحي القيوم حيٌّ بقلبه.
الصفحة: (41)
كانت الفاتحة نقلة روحية كبرى ارتقت بك من مقام إلى مقام عروجاً مما يلي أبواب عالم الدخن والفناء، إلى ما يلي أبواب عالم الصفاء والبقاء.
الصفحة: (44)
فيا أيها العبد الحزين: عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة، ألا وإن السجود هو جمال العبادة وجلالها، وهو تاج الجباه المشرق نورها في غرر الخيل الراكضة إلى الله، وهو وسام الصالحين الذين:(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) سورة الفتح الاية رقم (29)، هو نورهم الذي به يعرفون يوم القيامة.
الصفحة: (70)
ويملأ الحمد الكون كله طيباً، وأريجاً مباركاً بأنوارك يا سيدي، فإنما الحمد ما حمدت به نفسك، وإنما الثناء ما اثنيت به على جمالك، سبحانك لا نحصى ثناء عليك، فلا أهل لذلك إلا أنت.
الصفحة: (63)
وتمضي في تأملاتك ذاكراً متفكراً؛ حتى يغلبك نافح الشوق؛ فتضرب بجناحك إلى المقام الأقرب مرة أخرى؛ ساجداً لله الواحد القهار عساك تغرف من بعد التخلي جمال التحلي؛ كي تنهض بعد ذلك إلى (ركعة أخرى قائماً فراكعاً، فساجداً، ثم جالساً عبر مقامات من السياحة في مملكة الله، ذات أذواق أخرى وأحوال.
الصفحة: (78)
3. تطهير القلب من الغفلة والخطايا
كم زينت لك الكلمات البراقة في إعلانات الإشهار أن تكون إلهاً، فبنيت القصور من حديد وحجر، وأجريت من تحتها الأنهار من عرق غير طاهر فأعجبك أن تكون لها مديراً، ثم أصبحت بها أسيراً.
الصفحة: (19)
فالهدى هو النور العاصم من الشرود في التيه؛ الواقي من الانحراف الضارب بعيداً عن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) فأهل العبادة والاستعانة بالله هو المنعم عليهم دون سواهم وهم الذين شاهدوا شعاع النور فالتزموه وساروا على هداه.
الصفحة: (43)
ألا يا صاح، أوقد سراج القلب من زيت هيبة الجليل، واقتبس شعاعاً من نورها المتجلي على صفوف الراكعين ببابه، تنكشف عنك ظلمات الشرود، وتنبت دالية المحبة بصدرك...
الصفحة: (57)
فيا أيها العبد المثقل بالخطايا! مُدَّ جناحك إلى شلال السحَر المستدفئ بنور الله! فما أسرع انتثار الذنوب من الأغصان، ساعة القيام بين يدي الملك السلام والناس نيام.
الصفحة: (122)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرق متهلل الوجه، وهو يحدث عن ربه حديث الغفران: (يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي! يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي! يا ابن آدم! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة!).
الصفحة: (161)
4. مواقيت الصلاة وأحوال السالكين
يا أيها الفلك السيار عبر مواقيت الصلاة، هذه أزمة التجلي في مدارك الفاني مطالع أنوار تشرق على قلبك السالك بمقامات التحرر من معتقل العمر فتهبك أحوال ذوق لكوثر الحياة الفياض.
الصفحة: (99)
فوا أسفاه على أجنحة ضلت طريقها إلى قوتها! فلم ترحل إلى استدرار النور الساطع ساعة الهدى! وللتهجير إلى صلاة الظهر أحوال وأذواق تفتح للبصر المرهف أقواس الآفاق؛ فيولد الربيع بالغصن السقيم من جديد..آه صاح! لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه.
الصفحة: (107)
فالعصر وقت يشتعل فيه وطيس المال والأعمال، فلكل دقيقة وزن ساعة من زمن الغداة! وللشمس اعتصار في وهج العصر، لم تزل تذوب فيه قطرة فقطرة؛ حتى تفنى في الغروب طرفة غفلة واحدة منك يا سالك بعد الأذان؛ ويكون نهارك فات! فلا عصر بعده إلى يوم الحساب.
الصفحة: (108-109)
ألا يا طيور المحبة أوقدي قناديل الصلوات المكتوبات جماعات جماعات! وارحلي إلى مساجدها زمراً! عسى أن تنالي من منازل السير مقام المتقين الذين سيقوا (إلى الجنة زمراً...) سورة الزمر الآية رقم (73-74).
الصفحة: (136)
فيا أيها السالك إلى الله عبر مقامات الركوع والسجود! هذا مقام الاحتفال، فانشر مواجيدك حدائق وأزهار! ... فباب التجلي قد تفتقت خضرته عن أنهار الجنة فتدفقت على صفوف المصلين مسكاً وريحاناً! فأي أحمق هذا الذي تشغله أسواق الحرائق والدخان عن سوق الكمال والجمال؟...
الصفحة: (142)