للمؤلف: وضاح خنفر
"لا شك أن بروز الاسلام -بوصفة ظاهرة استراتيجية مفاجئة- بدأ بمحاصرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية مؤذنا بصراع استمر قرونا طويلة حتى حسم الأمر للإسلام بشكل نهائي."
الصفحة:(12)
"يعد شارلمان أبا الفكرة الأوربية، لأنه جمع الأوربيين بعد تناحر شرس، ووظف في ذلك الخوف من المسلمين وفتوحاتهم التي بدأت تحاصر أوروبا في البر والبحر."
الصفحة:(15)
"لقد أعطى البابا الضوء الأخضر لكل المذنبين والمجرمين للمشاركة في الحملةالصليبية ضد المسلمين، ووعدهم بأن تغفر لهم ذنوبهم مقابل مشاركتهم في الحرب، وكل مشارك سيدخل الجنة دون شك."
الصفحة:(19)
"أما المسلمون الفاتحون فلم يكونوا يسعوا إلى العلو في الارض من خلال احتكار السلطة والثروة، فالسلطة في الواقع الإسلامي ليست ملكا للمركز، بل المركز هو منظم لقنوات السلطة ولمصادر الثروة دون احتكار ولا مصادرة."
الصفحة:(22)
"فالفتح الإسلامي قائم على مفهوم إتاحة الفرصة لأهل البلاد أن ينهضوا بأنفسهم."
الصفحة:(24-25)
"إن كنت أوروبياً فمن حقك أن تتمتع بالحرية والمساواة والديمقراطية وحكم القانون، وإن لم تكن أوروبياً فأنت مستثنى من هذه القيم، ويتم التعامل معك على أساس المصلحة المادية غير الأخلاقية."
الصفحة:(25)
"لا بديل عن أن نؤسس مركزا جيوسياسيا ينتمي إلى ارضنا وثقافتنا ويقوم على رعاية مصالح أممنا وشعوبنا، ولا بد أن ننفك عن المركزية الإستراتيجية الغربية، إن كان لنا أن ننعتق من دوامة الخراب والفساد الذي عشناه قرنا كاملا حتى الآن."
الصفحة:(36)
"أن مشكاة النبوة هي أكبر مرتكز لبناء وعي إنساني جديد."
الصفحة:(36)
"يميل الإنسان دائماً إلى التعميم، لأنه أسهل."
الصفحة:(39)
"الذي يظهر للعلن أقلُ بكثير مما يحدث في الخفاء، والسياسية ابتداءً تقوم إخفاء الإستراتيجيات، فقد يعلن الشيء منها البسيط من خلال خطاب استراتيجي عام أو من خلال خطابات صناع القرار ووثائق تقدم للبرلمانات، كما يحدث على سبيل المثل في الولايات المتحدة الأميركية."
الصفحة:(39)
"ليس النبي أسوة فقط في مجالات التربية والإعداد النفسي والروحي والخلاص الشخصي والذاتي، بل يتعدى ذلك ليكون أسوة في ميدان الاستراتيجية والتدبير السياسي، وأسوة لكل منشغل بالعمل الاجتماعي، وكذلك أسوة للنظم الدولية المتطلعة لتثبيت قيم عليا تكون مصلحة الإنسان مركزاً فيها."
الصفحة:(40)
"لقد كان محمد رسولاً للناس قاطبة، فيا له من تكليف ثقيل، ويا له من تشريف عظيم."
الصفحة:(43)
"والجدير بالتذكير أن نعود إلى علاقة النبي صلى الله عليه وسلم القديمة بالطائف فقد حاول في السنوات الأولى من البعثة أن يذهب إليهم ليطلب منهم أن ينصروه وأن يؤوه في رحلة الطائف التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب."
الصفحة:(56)
"وقد كان السياق يجعل من إسلام الطائف إنجازاً تاريخياً واستراتيجياً عظيماً نظراً لأنه إنهاء لآخر جيب مسلح بالحجاز فإن أسلمت الطائف قامت دولة المدينة لتكون عاصمة لجزيرة العرب بلا منازع."
الصفحة:(57)
"إنك لن تجد مفهوماً أفضل وأوسع من الرحمة لأن العدل متحقق إن تحققت الرحمة ولو كانت الرحمة أساس الفعل الذي تنفعل فيه لتحققت من بعد ذلك قيم كثيرة؛ لأن أساس القيم هو الرحمة وعنه تتفصل بقية المبادئ الأخرى وهي أساس تفاعل الإنسان مع محيطه ورابطه الأوثق بذويه."
الصفحة:(63)
"فغياب الرحمة يصنع اختلال التوازن الذي نعاني منه الآن، ولو كان في قلوب من يمسكون بزمام الأمور رحمة لما وصلنا إلى هذا الحال الذي نحن فيه، لو كان في قلوب البشر رحمةٌ لما وصلنا إلى درجة أن 1% من البشر يملكون ما يملكه 99%."
الصفحة:(64)
"إن التفاؤل الوجودي هو تفاؤل متعد للزمن الشخصي، أي أنه تفاؤل يتجاوز عمر الفرد الواحد ولا تشهد فيه النهايات بالضرورة."
الصفحة:(71)
"التفاؤل:
حيث تستخدم كلماتك لتقل الناس من ضيق اللحظة وبؤسها، ومن ابتلائها الى افق رحيب."
الصفحة:(80)
"فقد سخر النبي إذن شقوق التاريخ لمصلحة الدعوة، ولو لم نكن نعرف قصة إختلاف نوفل مع عبدالمطلب لظننا أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للخزاعي كان عشوائيا، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدرك تفاصيل المشهد، ويستفيد منها ويوظفها، وهذا أيضا يؤشر إلى أن فكرة الهجرة إلى يثرب -التي تحققت بالفعل بعد ثلاث سنوات- كانت قديمة في ذهن النبي."
الصفحة:(84)
"خسرت قريش لأنها استندت إلى استراتيجية ردة الفعل، فالمبادرة كانت بيد النبي صلى الله عليه وسلم وليست بأيديهم، فلم يستفيدوا شيئا، فبعد إفلاس إستراتيجيتهم جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمبادرة الرئيسية، وهي مبادرة مختلفة تماما في نوعها عن المبادرات ذات الطبيعة العسكرية السابقة، مبادرة مدهشة وذكية: الحديبية."
الصفحة:(88)
"لقد أسس النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الوعي الجمعي للمسلمين بأن المستقبل ملكا لهم، وان الإسلام سوف يعم العالم، فلم يبشرهم حينها بفتح مكة، ولا بفتح الطائف أو غيرها من مدن الجزيرة، بل رفع السقف إلى المدن العالمية، التي كانت تعد رأس هرم القوة والسلطة في العالم حينها، فقد كان الفرس والروم القطبين العظيمين في ذلك الوقت."
الصفحة:(93)
"وكان أكثر ما لدى العرب هو أن يسترضوا الفرس من أجل أن يعطفوا عليهم في اليمن والعراق الذين كانوا يسيطرون عليهما سيطرة تامة ويسترضوا الروم في بلاد الشام."
الصفحة:(94)
"لا بد أن نفهم أن المبادئ التي جاء بها كانت جديدة على الإنسانية لأنها مستقاة من رسالة الخاتمة التي تقول للعالمين إنه رحمة للناس أجمعين حتى قيام الساعة."
الصفحة:(95)
"إن اختيار مكة لتكون منطلق الرسالة لهو اختيارٌ عظيمٌ من الناحية الجيوسياسية، فقد جاءت في منطقة محايدةٍ بين كل هذه الكيانات الإقليمية والدولية التي كانت تتقاسم الهيمنة والصراع والتنافس في مطلع القرن السابع الميلادي."
الصفحة:(97)
"لقد كان التداخل بين اليمن والحبشة غير مقتصر على النفوذ السياسي القديم لمملكة سبأ بل تطور إلى تداخل سكاني وثقافي ولغوي."
الصفحة:(102)
"ونعرف في التاريخ أن اليهود شاركوا بعشرين ألف مقاتل مع الجيش الفارسي الذي دخل القدس واحتلها عام 614م، وذلك لأن هناك نصا كتبه أسقف للقدس اسمه (انطيوكوس) يتكلم فيه عن صفة دخول الفرس إلى القدس ومعهم اليهود، وكيف انه قتل من المسيحين في ذلك اليوم مالا يقل عن 90 الفا.
ثم سلم الفرس المدينة لليهود، وعين حاكم يهودي يتبع الدولة الفارسية عليهم، هو (ديهيمينا بن هوشيل)."
الصفحة:(120)
"فرحت قريش لانتصار الفرس، لأن انتصارها ثراء لمكة وازدهار لتجارة الصحراء العابرة للحدود، وفي المقابل، فإن مزيدا من الثراء لمشركي مكة لم يكن خبرا طيبا للمسلمين، لكن السورة تبلغهم أن إنتصار الفرس مؤقت، وأنه عما قريب سوف ينهزمون، وسيكون ذلك في بضع سنين، وسوف يقع في زمن يفرح فيه المسلمون بنصر الله."
الصفحة:(119)
"إن سورة الإسراء لا تقدم رؤيةً سياسيةً فحسب، بل عقداً اجتماعياً وأخلاقياً؛ ولذلك فالمراد أنك إن أردت أن تؤسس دولةً فالحاجة إلى هذه الأخلاق والقيم محورية لاستمرار النظام السياسي، وإلا فإن هذا النظام السياسي سينهار."
الصفحة:(122)
"لقد قدم القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم منهجاً متكاملاً للحياة، وهذا المنهج المتكامل شكل وعياً بطبيعة الرسالة وقيمها وروحها."
الصفحة:(124)
"النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للمؤمن والكافر لأنه رحمة بالمؤمن بأن هداه به الله جل جلاله وأدخله بالإيمان، ورحمة بالكافر لأنه دفع عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة من قبلهم."
الصفحة:(132)
"إن من أصعب الأشياء لدى القادة كيفية التوفيق بين الحياة الشخصية والحياة العامة ذلك أنهم قد يخرجون للملأ ويكون لهم شأن رفيع في عالم السياسة لكن عندما يتعلق الأمر بخصوصية بيوتهم فإنهم يواجهون عقبات وإخفاقات كبيرة ولذلك يكون لديهم صعوبة في التوفيق بين الداخل والخارج."
الصفحة:(130)
"فإن كانت معركة أحد قد جاءت بقرار شوروي خاطئ، فإن الشورى في غزوة الخندق أنقذت المسلمين من خطر أكبر."
الصفحة:(135)
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي جيلا من القادة المبادرين والمبدعين، ولم يكن يسعى إلى تجميع اتباع، فلم يكن يريد رعية تنظر إليه بأنه مصدر كل شيء، وأنه لا رأي لهم إلا أن يقولوا سمعنا واطعنا، بل كان يحرص على ان يشاركهم الرأي ويستمع لهم حقا وفعلا، وذلك لكي يصلوا إلى أفضل ما يمكن أن يصل إليه المجتمع المسلم في مثل هذه الحالات."
الصفحة:(136)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباسات مميزة من قراء مجموعات اقرأ للقراءة الهادفة والجماعية
تعليقات
إرسال تعليق