لاتدع ليلى ولبنى يتحكمن في مزاجك!

المرأة بين الكلمة والفطرة — خاطرة نقدية بقلم محمد الصناعي

المرأة بين الكلمة والفطرة

✒️ بقلم: محمد الصناعي

 امرأة تمسك بوردة ، بكل هدوء ووقار يرمز إلى الكرامة والمكانة الإنسانية

قال قناعته على الهواء مباشرة: “المرأة شيطان رجيم.” فسألته المذيعة: “حتّى أمّك؟” وعند هذا السؤال انتفض غاضبًا يشتم المذيعة والقناة، كأن أمّه شُتمت عبر الأقمار الصناعية، أو كأنه اكتشف للتّو أنّها امرأة!

رغم هيجانه على الفضاء، رأيته محشورًا في زاوية أضيق من لحد. لم يكن بمقدوره أن يجيب: نعم حتى أمي، وإن استثناها وقال: لا، إلا أمي، فسيُلقي نفسه في مواجهة الرّجال، كلّ رجلٍ سيثأر لأمّه ونسائه، فيلعنه لعن الشّياطين الرجيمة!

بطبيعة الحال، لم يكن سؤال المذيعة عبقريًا، بل في غاية البساطة وأقلّ ما يتوقّعه عقل، لكنّ الضّيف أثبت بردّ فعله أنّه لم يتلقَّ هذا السؤال من قبل، ولم يخطر له على بال، ليحسب حسابه!

هذا الضيف التلفزيوني نموذج وليس حالة فردية نادرة؛ كثيرون على هذا الفضاء يتفنّنون في عبارات تمتهن المرأة وتحطّ من قدرها، وهذا أغرب ما أسمع وأقرأ. وكلّما واجهني أحد هؤلاء، يطرأ عليّ تساؤل غريب: هل قضى تسعة الأشهر في بطن أبيه؟!

“الكلمة المنصفة للمرأة ليست غزلاً ولا ضعفًا، بل دين وفطرة وخلق نبوي.”

دائمًا ما أقول إن الكلمة المنصفة، أو حتى الثناء الذي يعلي شأن المرأة ويمنحها حقّها من المكانة، ليس كلامًا نزاريًا، بل دين تقرّه الفطرة وفاءً للرّحم والحليب، وخلقٌ محمديٌّ يفرضه الدّين الحنيف.

وحتى إن فسدت فطرة المرء وتجرّد من خُلق النبي، فليتحلّ به تكلّفًا تقتضيه رزانة الرّجل الذي يأنف أن يظهر أحمقًا يشتم أمّه أو أخته أو ابنته!

إذا ترعرع الصّبي يتيم الأم، قالوا: ناقص حنان، وإذا ارتبط الشّاب بفتاة، قالوا: أكمل نصف دينه، والرّجل الذي يقول إنّ المرأة ناقصة عقل، لا يرى في حياته أكمل من أمّه!

لا تدع “ليلى” ولا “لبنى” تتحكّمان في مزاجك، فتقول كلامًا يحشرك في زاوية ضيّقة، وتنسى أنّك خرجت من رحم امرأة.

📖 بقلم: محمد الصناعي — جميع الحقوق محفوظة ©
تعليقات