السلام حلمنا الأبدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: فإنَّ السلام حقٌ لكل فردٍ، سواء كان طفلًا أو امرأةً أو شيخًا أو مواطنًا يلتحف أرصفة الشوارع. في بلدي، كلنا نريدُ السلام، نريد أن يغمُر حياتنا الأمان ويحرر قلوبنا من رعب الحرب.
السلام أن ننام بين حنايا عائلة لا ينقصها عضوٌ أو فرد. أن نصحو ونشم رائحة خبز الجارة دون دخان الحرب.
السلام أن يمشي طفل وطني بلا رعب، وأن لا يضطر للتحاف جدار المباني كدرع حتى يصل إلى المدرسة. أن يجلس على كرسيه التعليمي دون ترقُّب لدوي شيءٍ هنا أو هناك، وأن يبتسم مدرسه له، دون أن يشرد ذهنه في خوف.
السلام ألا ينظر الأب وراءه وداخله يحترق، وهو يدعو أن تظل أركان منزله مستقيمة، تحمي قلبه الممزق من خوف الغياب والفراغ.
السلام أن أنام بكامل أطرافي دون أن أفكر بالفجر القادم من بنج المستشفى الذي التزمته ليبتر أحد أطرافي بسبب تأخر الطريق والإيصال. أن لا أرى حرقة ودموع أمي على فقدان أخي. أن أبيت تحت سقف أو سماء وأنا آمنة، لا يفزعني تشرد أو ضياع.
ها أنا أبلغ العشرين من عمري، يمتلكني كل خيبة ومعاناة لانعدام السلام، وينتابني الرعب عند خروجي من منزلي. أتمتم الأدعية بأن أعود وأرى والدي وأخواتي سالمين تحت قصف ورعب الحرب. أمر على حافة الطريق، وكياني يقشعر من رؤية المواطنين الذين ينامون على أرصفة الشوارع بلا مأوى.
السلام أكبر أمنياتي، خصوصًا عندما أسمع دوي التفجير في جوار منزلي ودخان وشظايا تصيب جسد زميل لي في العمل.
السلام هو أن نعيش الحياة كما يجب، بحرية وأمان. السلام أن أتكلم، وأنام، وأمشي، بلا أدنى فكرة لعكسه.
جل ما يهون علينا ما نحنُ به هو السلام النابع من أهلنا وحارتنا، تلك الحارات المتكونة من أسطح مفتوحة وأبواب متشابكة. أن نتقاسم رغيف الخبز بين مئات، وأن نزرع زهراً وبضع شهُبٍ من الحب والكرم، كلٌّ يجود بما وجد. لا يفرقنا سوى دوي الحرب، حتى تجمعنا المقابر الجماعية لنعم السلام الأبدي.
السلام ليس حلمًا بعيدًا، بل حقٌّ لكل إنسان يسعى للحياة الكريمة. هو أملنا في أمان الوطن ودفء الأسرة وطفولة بلا رعب. فلنحافظ على هذا الحق، ولنزرع في قلوبنا الأمل بأن يومًا ما، سيعم السلام كل زاوية في بلداننا.
**ملحوظة:** هذه الكلمات المفتاحية تم تضمينها في رأس الصفحة (Head) لأغراض الأرشفة والظهور في محركات البحث: السلام، الحرب، الوطن، الأمان، الطفولة، الحرية، بلقيس الكمبودي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق