بقلم : بلقيس الكمبودي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما قبل:
فإنَّ السلام حقٌ لكُلِّ فردٍ سواءٌ كان طفلًا أو امرأةً أو شيخًا أو مواطنًا يلتحفُ أرصفة الشوارع، في بلدي كلنا نريدُ السلام .
السلام أن ننام بين حنايا عائلة لا ينقصها عضوٌ أو فرد، أن نصحوا ونشمّ رائحة خبزِ الجارة دون دخانِ الحرب.
السلام أن يمشي طفل وطني بلا رعب ولا التحاف جدار المباني كدرع حتى لا يصل المدرسة وهو يلتقط أنفاسه من شدة الجري والسرعة أن يجلس ع كرسيه التعليمي دون ترقُّبه لدوي شيء هُنا أو هناك أن يبتسم لفهمه مدرسه دون أن يشرد .
السلام ألا ينظر الأب وراءه وداخله يحترق وهو يدعو أن تظل أركان منزله مستقيمة تحمي شتات قلبه حتى يعود .
السلام أن أنام بكامل أطرافي دون أن أفكر بالفجر الذي يبزغ مع إفاقتي من بنج المستشفى الذي التزمته ليبتر أحد أطرافي بسبب قطع الطريق وتأخر إيصالي أن لا أرى حرقة وحرارة دموع أمي ع خدها ونحيبها على فقدان أخي، أن أبيت تحت سقف أو سماء وأنا آمنٌ لا يفزعني تشرد ولا ضياع.
أما بعد :ها أنا أبلغ العشرين من عمري ويمتلكني كُل خيبة ومعاناة لانعدام السلام وينتابني الرعب أن أخرج من منزلي وأنا أتمتم الأدعية بأن أعود وأرى والدي وأخواتي الكامنين تحت قصف ورعب الحرب، وأنا أمر على حافة الطريق وكياني يقشعر من المواطنين الذين ينامون ع أرصفة الشوارع بلا لحافٍ أو مأمن! السلام أكبر أمنياتي عندما أسمع دوي التفجير في جوار منزلي ودخان وشظايا في جسد زميل لي في العمل .
أما أخيرًا .
السلام أن أتكلم وأنام وأمشي بلا أدنى فكرة لعكسه.
وأما ماقبل الأخير.
جل مايهون علينا مانحنُ به هو السلام النابع من أهلنا وحارتنا المُتكونة من مجموعة أسطح مفتوحة الأبوب التي نعبرها لنلتقي في ديوان بيتٍ واحد أن نتقاسم رغيف الخبز بين مئات وبضع زهرٍ وشُهُبٍ كلٌّ يجودُ بما وجد لا يفرقنا سوى دويّ الحرب حتى تجمعنا المقابر الجماعية ليعم السلام الأبدي بنا.
تعليقات
إرسال تعليق