القائمة الرئيسية

الصفحات




المؤلف : عماد الدين خليل
عدد الصفحات :164

 ، عماد.الدينزنكي مؤسس مشروع تحرير القدس ، وصاحب المكانة الكبيرة في التلريخ الإسلامي

وقد اتخذ زنكي لتحقيق اهدافه هذه خطوات سياسية وعسكرية منظمة، جعلته مسؤولاً عن مرحلة جديدة في (الجهاد) ضد الصلبيين، تميزت بالتنظيم الذي يعتمد رؤية (استراتيجية)




"كثيرة هي الأسباب التي تشد الإنسان إلى جانب ما من جوانب التاريخ، تعلق بصره به وتملؤه بالتقدير والإعجاب... 

حادثة من الأحداث ... إنجاز حضاري مبدع... بطل يبرز فجأة من مآسي الانهزام والخور والسلب... حركة تبعث الميتين إلى الحياة.. وغيرها من الجوانب التي تجذب أقلام الباحثين من كل صوب وفي كل مكان.."

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة :5


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 وسيظل تاريخ المسلمين هكذا يتٲرجح بين المصيرين :إما حركة والتزام وجهد وإبداع في الارض والدولة 'وإما فسوق ومروق وترف 'وتقليد وتشرد 'وخضوع وليس ثمة في سنة حل وسط إما هذا وإما ذاك 

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 6


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقد كانت الأمة الإسلامية في هذه المرحلة أسوأ مما نعيشه اليوم

ولكن الأرض الإسلامية ولَّادة بالرجال العظماء ..

والأرض التي تستمد من عقيدة التوحيد لا يمكن أن تعلن استسلامها 

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة :8


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان لمعارك عامي 526_527 نتائج هامة بالنسبة لزنكي ،منها أنه خسر علاقته الودية بالسلطان السلجوقي.

والتي أفاد منها كثيرا في عهد السلطان محمود( 512_525 هجرية).

لكنه حصل من جهة أخرى على مدينة أربل ذات الموقع الهام شرقي الموصل، كما اتسعت شهرته كأمير كبير له وزنه في الصراع بين السلاجقة  أنفسهم، أو بينهم وبين العباسيين.

كما أنه خرج من تلك المعارك وقد تعرف على عائلة بني أيوب، حيث كان له الفضل الأول في فسح مجال العمل العسكري والنشاط السياسي لأبنائها. 

إلا أن أهم نتائج تلك المعارك كانت_ ولا ريب   _ تدهور العلاقات بينه وبين الخليفة المسترشد .

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة :44

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ما أن اطمئن زنكي إلى نجاح مهمة أمرائه ، حتى تهيأ للتوجه بنفسه إلى حلب ، فأرسل اولا حاجبه الياغسباني لتنظيم أمورها الإدارية ، وتمديد الطريق لدخوله،  ومن ثم غادر الموصل على رأس جيشه في ربيع عام 522 ، واستولى في طريقه على مدينتي منبج و بزاعة 

وعندما وصل إلى مشارف حلب خرجت جموع أهاليها لاستقباله ، معربة عن استبشارها بقدومه الذي جاء فاتحة عهد جديد من الأمن و الاستقرار الذين افتقدوهما طيلة السنين الصعبة الماضية.

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 60_61

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أدرك زنكي أن الإحتفاظ بحلب واستمرار أمنها وسلامتها لن يتما إلا بالقضاء على زعمائها السابقين، وذوي المصالح القديمة فيها..

فبدأ بإلقاء القبض عليهم وارهابهم لكي يضطرهم إلى مغادرة حلب

وقد جاء قتله (لقتلغ آبه) بمثابة إنذار لإولئك الزعماء، فتسللوا هاربين واحدا بعد الأخر

فر إبراهيم ابن رضوان بن تتش السلجوقي إلى نصيبين، وبقي فيها حتى وفاته

وأعقبه سليمان بن عبد الجبار الأرتقي

والتجأ فضائل بن بديع_ رئيس حلب السابق_  إلى قلعة جعبر. 

وبهذا انفتح الطريق أمام زنكي لفرض سيطرته وتوحيد صفوف الحلبيين لمجابهة الأخطار الخارجية المحتملة. 

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة :61


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


حقق فتح الرها نتائج هامة بالنسبة لزنكي نفسه، إذ عزز مركزه تجاه السلطان السلجوقي والخليفة العباسي الذي أنعم عليه بعدد كبير من الألقاب الشرفية كالأمير المظفر (ركن الإسلام.. عمدة السلاطين.. زعيم جيوش المسلمين، ملك الأمراء، أمير العراقيين والشام). 

كما أن هذا النصر جعل من زنكي إمام المسلمين، والمدافع عن الدين، والمجاهد في سبيل إعلاء كلمة الله.

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة :134

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يمكن القول أن زنكي استطاع أن يحقق قسطا كبيرا من برنامجه، وأن يكون لنفسه مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي كسياسي بارع وعسكري متمكن، ومسلم واع أدرك الخطر الذي ألحق بالعالم الإسلامي من قبل الصليبيين. 

فقد استطاع أن يوجد ( الظروف التاريخية القائمة) لصالح المسلمين، وذلك بتجميعه للقوى الإسلامية، بعد القضاء على عوامل التجزئة والإنقسام، وتوحيد المدن والإمارات المنفصلة في نطاق دولة واحدة استطاع بمقدرته أن يستغل أقصى ما يمكن أن تقدمه من امكانات في سبيل تحقيق برنامجه المزدوج :

أي تشكيل الجبهة الإسلامية وضرب الصليبيين. 

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة :144_145

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 "ومن المرجح أنه لو تمكن زنكي من فتح ( دمشق ) وإنجاز محاولته لتوحيد الشام ، ولو لم يُقتل ـ وهو في قمة انتصاراته ضد الصليبيين ـ لكان قد استطاع أن يستكمل الأجزاء المتبقية من برنامجه ، ولتكاملت أمام الباحث الحديث الصورة الواضحة للدور الذي قام به في التاريخ الإسلامي وهو دور فاصل ، تتضح خطورته ، إذا ما عرفنا أن نور الدين محمود ، ومن بعده صلاح الدين ، لم تكن جهودهما سوى إتمام للعمل الذي بدأه زنكي ، وفي نفس الطريق ."

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 147


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



كان زنكي حسن الصورة ، أسمر اللون ، مليح العينين ، معتدل الطول ، وخط الشيب رأسه في سني حكمه الأخيرة

وكان ذا شخصية قوية ، شديد الهيبة على رعيته وجنده ، جاداً في معظم الأحيان ، الجد الصارم الذي كان يمنعه من الاستسلام للراحة أو الترف،  ويدفعه إلى مواصلة كفاحه من أجل أهدافه ، ويجعل (أصوات السلاح الذي في سمعه أجمل من غناء القينات )!!

أما شجاعته وإقدامه( فإليه النهاية فيهما ، وبه كان يضرب المثل ) ، وقد ظهرت شجاعته الفذة هذه في كثير من الحروب التي اشترك فيها ، قبل توليته الموصل وبعدها.

وكان ( لا يقدر أحد على  مساواته _ أي مضاهته _ في الحرب ) ....

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 151


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إعدام بعض الامراء ، نتيجة نقضهم بعض الشروط التي تم الإتفاق عليها أبرز ما دفع المؤرخين وصف زنكي بالقسوة والغدر .

لكن زنكي سرعان ما سعى إلى التعويض عن خطئه هذا و ذلك بإصداره  العفو عن العدد الأكبر من المحكوم عليهم بالإعدام .

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 157


  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      

ويشير ابن العديم إلى رد الفعل الذي أحدثه القاتل في ( أهل القلعة ) 

ـفعندما ناداهم: قتلت زنكي..

أجابوه: ( اذهب إلى لعنة الله، فقد قتلت المسلمين كلهم بقتله ).

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة: 164

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأغلب الظن أن معظم الذين استخدمهم زنكي في حروبه لم يكونوا جنوداً نظاميين ، بل كانوا يجتمعون لمساعدته أثناء أستنفارهم ، حيث يتطوعون في جيشه حباً في الجهاد وطلباً للغنيمة ، ثم يتفرقون بعد انتهاء المعركة التي استدعوا من أجلها...

وربما اتخذ سوار (نائب زنكي في حلب) من ببعض هؤلاء التركمان جنوداً نظاميين كي يستعين بهم  كقوة ثابتة في جهاد الصليبيين

📄الصفحة : 173

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وقد بلغ زنكي من السطوة والنفوذ لدى جنده أنه إذا ركب مشى العسكر خلفه كأنهم بين خيطين؛ مخافة أن يدوس العسكر شيئا من الزرع .. ولا يجسر أحد من هيبته أن يدوس عرقا منه ولا يمشي فرسه فيه. 

ولا يجسر أحد من أجناده أن يأخذ من فلاح حفنة من التبن إلا بثمنها..

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 182

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 إن نائب زنكي كان يمارس سلطات واسعة في شتى المجالات الإدارية والمالية و العمرانية و العسكرية، ذلك 

أنه كان معتمده الأول في إمارته

ينطبق عليه ماذكره القلقشندي عن هذا المنصب في العهدين الأيوبي و المملوكي ، من أن النائب هو : 

القائم مقام السلطان في عامة أموره ، أو غالبها.

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 205

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


استوزر زنكي أشخاصا مدنيين ، وتحاشى القادة و الأمراء العسكريين ، وربما قدر أن منصب الوزارة بطبيعته منصب مدني يستند إلى أرباب الأقلام لا السيوف.

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 234

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان زنكي ينتقي موظفيه من الرجال ذوي الهمم العالية ، والآراء الصائبة ، و الأنفس الأبية ، فإذا ما أضيف إلى ذلك توسيعه في رواتب موظفيه ، أدركنا مدى إخلاص هؤلاء له ولعملهم ، ومدى سير الأمور الإدارية في ولايته سيرًا طبيعيا.

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 235 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      

لم يكن زنكي يسمح لموظفيه وعماله بظلم أحد من أفراد الرعية، أو التعرض لهم بأي أذى..

وقد عاقب عز الدين الدبيسي ـ وهو من أكابر أمرائه ـ لأنه سلب أحد يهود جزيرة ابن عمر بيته، وعاقب أحد ولاته بسمل عينيه لتعرضه لامرأة، فخاف الولاة وانزجروا وعجز القوي عن ظلم الضعيف.

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة: 236


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عندما كان زنكي يسيطر على المدن ، لم يكن يترك جنوده يتحكمون بمقدراتها ، و يسيئون إلى أهاليها و ينشرون الرعب و الفوضى في ربوعها ، بل كان سرعان ما يعين عليها واليا من قبله كي تكون الكلمة و السلطة بأيدي رجال مدنيين ، من أجل إحلال الأمن في المدينة و إعمارها. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


استطاع زنكي ، بإدارته الحازمة و ضبطه للأمور ، وعدالته ، وبمساعدة أجهزة الجيش و البريد أن يحقق نتائج هامة في إمارته في مجال إقرار الأمن ، و القضاء على المفسدين ونشر العمران في البلاد ..

حيث يشير ابن العديم إلى أن البلد عمرت في أيام زنكي بعد خرابها ، وسادها الأمن بعد الخوف ، وكان زنكي لا يبقي على مفسدا.  

📄 ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌‌‌‌‌‏‌‌‏‌‌‌الصفحة : 239


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كان هذا الكتاب ضمن الكتب الشهرية لمجموعة اقرأ للقراءة الجماعية لشهر يونيو


وقد شارك القراء بهذه الباقة الملهمة من الاقتباسات


نفعنـــا الله وإيـــاكـم 




تعليقات