القائمة الرئيسية

الصفحات

 






بقلم: عبدالله الحيدري

ما من فرد أو مجتمع أوشعب يريد التميُّز عن غيره والإستقلال عن تبعيته للآخر والسير في طريقٍ للمجد واضحة المعالم معروفة المسالك إلا ويلج من بوابة القراءة أولاً

  كونهاــ أي القراءةـــ بوابة العبور

الى المعرفة ونافذة الوصول الى

إدراك اسرار النفس والكون 

ومن ثمّ الٳلمام بٲدق التفاصيل التي تربط بين مكونات نفسك  والمحيط من حولك وكيف تؤدي جميعها دوراً تكاملياً يفضي إلى صيرورة  الحياة بهذه الصورة الفائقة الإتقان المتناهية الروعة في أداءِ وظيفتها المناطة بها من لدن حكيمٍ خبير


تعد القراءة منهج  حياة  ومشعل تنوير وحبل نجاة يأخذك من ضيق الفكر وجموده ورتابة الحياة ومللها الى عالم فسيح تنيره المعرفه وتحدد معالمه الأفكار الحية بحيث يطرأ على حياتك تغير جذري تُعيد فيه ترتيب الأشياء بحسب أهميتها

يبدأ من تعاملك مع نفسك فتعمل

على تنظيمها والإهتمام بها بعد ان عرفت أهمية الوقت حيث هو رأس المال الذي لا يعوض بثمن

فتعمل جاهد على توزيعه بشكل عادل بين احتياجات نفسك وعائلتك ومجتمعك وأمتك أيضا بحيث تؤدي دورك التوعوي في الحياة بوجه يحقق أهدافك المرسومه

يحدث كل هذا عند ولوجك للحياة من بوابة (إقرأً) لتنبهر حقاً

عندما تجد نفسك تحررت من الدوران حول نفسك والسعي المضني لتلبية رغباتك فقط

تتسآءل عندها

أي نمط حياةٍ ذاك وما قيمة الحياة بذاك الأسلوب

تدرك كم كانت تلك الصورة مدعاة للأسى عندما تشعر بالفارق المهول الذي احدثته القراءة في حياتك وكم هي غالية وثمينة هذه القيم التي غرستها المطالعة والهدف النبيل الذي يستحق أن أبذل في سبيله كل الجهد بحيث أغدو منارة وعي بين أوساط الشباب اسلك بهم الدرب الآمن وآخذ بأيديهم الى طريق الضوء كي يكونو أفراداً فاعلين مؤثرين في مجتمعهم ووطنهم ووسائل بناء لا وسائل هدم وتضييع كما يريد الأعداء لأمتنا .


الٲهم قبل هذا افراغ الشباب ٲولاً من تلك الأفكار

الهدامة التي يُحشى بها عقل الفرد منا والتي تغرقنا بها وسائل إعلام ٍمتعدد الأنواع تعمل ليل نهار بلا كلل كي تجعل من حياتنا حياة أكل وشرب وغرائز

عندها تفتقد الأمة أغلى ثرواتها

وأثمن شيئٍ لديها وهو عقول ابنائها.


بالقراءة تعرف ربك الذي خلقك فسواك فعدلك تعرفه على بصيره..

وتتعرف على عظيم ملكه وجلاله..

وقدرته فتعبده بحب وتتقرب إليه بشغف وتعرف أن طريق الوصول إليه ليس بعبادات شكلية مفرغة المحتوى ولكن بقلب محب وعبادة برغبة في البقاء بين يديه وعلى عتابات ابوابه

حنواً وطلباً لرضاه ثم تعرف أن الكون كله محراب عبادة

فالمجاهدة في سبيل نجاة الإنسانية وسعادتها أرقى انواع العبادة وبها ولها جاء الأنبياء عليهم السلام ثم المصلحون من بعدهم علىإمتداد الزمن

اقرأ لتعرف أسرار الكون وتتمكن  

من فتح مغاليق الطبيعة

ستعرف أسرارها الكامنة ومكوناتها كيف تعمل بوجه تكاملي في الوظيفة والأداء وكيف أحكمها الخالق العليم فأودع في اغوارها كل مقومات الوجود وجعل فيها من كل شيئٍ موزون.


ستعرف الفرق الهائل بين إنسان الأمس كيف عاش حياةً بدائية قائمة على التنقل والترحال حيث الماءُ والكلأ وبين إنسان اليوم الذي انطلق من بوابة

اقرأ فأضاءت له الطريق لمعرفة تفاصيل الطبيعة  المبهمة واستخراج ثرواتها وصهر معادنها وكيفية التعامل معها بما يحقق حُلم الإنسان في خلق حياة أسهل ..يكون للآلةِ فيها الدور الرئيسي في القيام بأنشطتها. 

فصيّر تلك المعرفة ثورة صناعية أساسها معامل الأبحاث العلمية  ومعاهد الدراسات التحليلية أفضت نتائجها الى إحداث  تغييرٍجذريٍ في أسلوب الحياة ونمطها بحيث غدا الكون قرية صغيرة متقاربة الأطراف

لتشمل هذه الثوره كل مجالات الحياة. الخدماتية الإقتصادية التقنية العسكرية والإعلامية

لتدخل شعوب العالم في سباق حميم على إمتلاك أسباب القوة والتقدم والإكتفاء الذاتي وتبادل المنافع المشتركة


 ماعدانا نحن العرب القابعين

على هامش الحياة المصنفين بأكبر سوق مستهلكةٍ مفتوحة 

يرد إلينا  كل شيئ رديء حتى أفكارهم وأزياءهم ونمط حياتهم التي لاتتناسب في كثير ٍ من جوانبها مع قيم مجتمعاتنا الإسلامية ومُثلها السامية


 مما خلق واقعاً وجدنا انفسنا فيه نقتات فتات الآخرين ونشتري منهم بخيرات أوطاننا مالم يُعد عندهم صالحاً

للخدمة وما حلّت مكانه وسائل أكثر أريحية وأقل تكلفةً

حدث هذا عندما أهملنا العقل الذي هو جوهر الإنسان وقيمته الفعليه وذلك لمّا تركنا القراءة

التي كانت أول أمرٍ اتصلت به الأرض بالسماء عند مبعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم

ولو أدركنا سرها وكيف نالت  هذه المكانة حين كانت الأمر الأول من مجمل أوامر الشريعة الخاتِمة لشرائع السماء

 لما وصلنا الى مانحن عليه اليوم من حال لا يسُر صديقاً ولا محباً غيوراً

لكن هذا لا يعني النهاية بل إن معرفة العلة أولى دوافعك لذهابك للطبيب

لعلها وقفة مراجعة ومحطة تأمل ندركها على كافة المستويات 

لنعمل جاهدين بكل جهدٍ متاح

لما فيه خير أمتنا وكرامتها شعارنا على طول الدرب (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)



تعليقات