قصة الانتظار والقدر: لقاء القلب بالروح
✒️ بقلم: محمد النمر
السلام عليكِ يا زوجتي، كنت أعزبًا بلا رفيقة أعاشرها، وعشت على هذه الحال سنواتٍ عجاف. كانت أمي تعرض عليّ الزواج من فتاة تعرفها، لكن الله أطلع على قلبي وقلبها، فاعلم أنهما لا يتآلفان ولا يتقاربان.
وكان أبي يعرض عليّ الزواج من فتاة أخرى يعرفها ويعرف أهلها، فصرفها الله عني لعلمه سبحانه أنها لا تصلح لي ولا أصلح لها.
ومرت الأيام، وغادرت بلدي لأعيش ثلاث سنوات في بلدٍ آخر، التقيت فيها بأصناف الناس وأنواع البشر. عرض عليّ بعض أصحابي الزواج من إحدى الفتيات، ولكن الله أبعدني عنها لعلمه بقلبي وأنها لا تستحقه.
ثم سافرت وتغرّبت ودرست، ومرت السنون وأنا لا زلت أعاني من عزوبتي، أحلم بتلك الفتاة التي تتناسب مع طبيعتي وتتوافق مع ميولي ورغبتي.
أرى أصدقائي يتزوجون وربما شاركتهم فرحتهم وحضرت أعراسهم، بينما أنا أنتظر يومًا أفرح فيه بما يسمونه فرحة العمر.
“أكتب في مذكراتي ودفاتري: أبو عبدالله، ولم يحن وصول عبدالله بعد… ولكن الله قد سبق في علمه، وجمع القلوب التي لا تصلح إلا لبعضها.”
ثم جاء اليوم الذي كنت أنتظره ليجتمع قلبي مع قلب آخر لم يكن يخطر لي أن يتآلف، ولكن الله قد اختار بعلمه الحكيم أن هذا القلب لا يصلح إلا لهذا. ابتعد القريب واقترب البعيد، وتمر الأيام وجاء الذي كنت أتكنى به: عبدالله، ثم جاء إخوته من بعده.
ما كنت أظن أنهم سيأتون من اجتماع قلبين وجسدين في زمنٍ مليء بالفواصل والفراغات، لكنها إرادة الله واختياره الحكيم.
واليوم، بعد أن بلغت من العمر أربعين، أكتب لك هذه الكلمات فرأفةً ورحمةً بقلب ساقه الله إليك، وأقول: الحمد لله على هذا اللقاء المبارك.