ملخص كتاب قوة العادات
الجزء الأول
عادات الأفراد
الفصل الأول: حلقة العادات وطريقة عملها.
ظل أمر وجود العادات لغزاً يحير العلماء والمفكرين الكبار على مر العصور ولم يتم حل هذا اللغز إلا خلال التسعينيات تقريباً عن طريق فحوصات على رجل يدعى إيوجين قد تعرض لمرض تسبب في إتلاف مراكز الذاكرة في دماغه واصبح لا يستطيع تذكر الأشياء لأكثر من ثواني، لكن لاحظ العلماء قدرته على تكوين سلوكيات _ "عادات"_ جديدة تمكنه من مواصلة الحياة ويمارس تلك السلوكيات بدون تفكير أو تركيز أو حاجة لتذكر كيفية فعلها، هذا ما حير العلماء ووضع أمامهم تساؤل أين تستقر هذه السلوكيات إن لم تكن في مركز الذاكرة؟؟؟
فوجدوا أنها تستقر في العقدة القاعدية: وهي جزء بيضاوي بحجم كرة الجولف تقريباً، مستقرة في مركز الجمجمة، تكون مسؤولة عن تخزين العادات حتى لو توقفت بقية اجزاء المخ عن العمل.
وبهذا الاكتشاف العظيم عرف العلماء أن تطوير السلوكيات الحياتية لا يعتمد على الذاكرة، ونتج عن هذا الاكتشاف معرفة حلقة العادة.
العادات:
هي الاختيارات التي تقوم بها بشكل مقصود في وقت معين ثم تتوقف عن التفكير فيها ولكنك تستمر في القيام بها، فتتوقف عن الاختيار وتصبح سلوكاً تلقائياً حيث يبدأ الأمر من تحول صغير في الإدراك يجعل لدى المرء هدف وبالتالي الهدف يثير سلسلة تغييرات تلقي بظلالها على كل جوانب الحياة .
حلقة العادة:
هي المسؤولة عن عملية تكون العادات وتمثل حلقة من ثلاث خطوات.
✮أولاً الدليل: وهو الشرارة التي تخبر المخ للإنتقال للوضع الآلي "أي نوعية الآلية التي يجب استخدامها".
✮ثانياً الأمر الروتيني: الذي يمكن أن يكون بدنياً أو عقلياً أو عاطفياً.
✮وأخيراً المكافأة: وهي التي تساعد المخ على تذكر ما إذا كانت هذه الحلقة الخاصة تستحق التذكر أم لا.
وبتكرار هذه الحلقة لأي عادة مراراً يتحول الأمر الروتيني إلى عادة وهنا يتوقف المخ عن الإنخراط الكامل في عملية اتخاذ القرار ويتوقف عن العمل بكل قوة واجتهاد ويوجه التركيز إلى عمليات أخرى وهذا يعني أنه إن لم نقرر التخلص من العادة أو استبدالها بأخرى فإن النمط سيظهر بشكل تلقائي.
مثال على "حلقة العادة" عادة القراءة قبل النوم:
الدليل: وضع كتاب بجوار السرير.
المحفز: أخذ الكتاب وقراءته.
المكافأة: الشعور بالمتعة وزيادة المعلومات.
-تكمن أهمية تعلم طريقة عمل العادات "حلقة العادة":
-في أن معرفتها تجعل من التحكم فيها أمراً سهلاً وحالما يتم تحليل العادة إلى مكوناتها يصبح بإمكاننا تغييرها بسهولة.
أهمية العادات :
✮لولا وجود حلقة العادة لتوقفت عقولنا عن العمل حيث كانت ستتكاثر علينا التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية فمن يتعرضون لخلل في العقدة القاعدية يصابون بشلل دماغي،إذن
طالما ظلت العقد القاعدية سليمة والدلائل ثابتة فسوف تحدث السلوكيات دون تفكير ، فالمخ دائماً ما يبحث عن طرق لتوفير الجهد ، فيحاول تحويل كل أمر روتيني إلى عادة لأن العادات تسمح لعقولنا بالتخفف من نشاطها في كثير من الأحيان.
سمات العادات:
- العادات دقيقة جداً فلو تغيرت الدلائل ولو بدرجة بسيطة جداً تنهدم العادة.
- العادات تنشأ خارج وعينا أو يمكن تصميمها عن قصد وهي غالباً ما تحدث دون تصريح منا ولكن يمكن إعادة تشغيلها عن طريق التلاعب بأجزائها، إنها تشكل حياتنا بدرجة تتخطى إدراكنا.
- العادات قوية للغاية لدرجة تدفع عقولنا للتمسك بها مع استثناء كل شيء آخر بما في ذلك التفكير السليم فالمخ يحتفظ حتى بالعادات السيئة فإن وجدت الحافز والمكافأة المناسبة ظهرت من جديد؛ وهذا يفسر صعوبة اكتساب عادات مخالفة لعاداتنا القديمة.
- العادات لا تختفي بل تستبدل ويتم تشفير العادات القديمة في تراكيب المخ وهي ميزة عظيمة بالنسبة للبشر فلو لم تكن موجودة تخيل مثلاً أنك ستكون مضطراً لتعلم قيادة السيارة من جديد بعد كل إجازة أو تعلم طريق المنزل بعد كل رحلة.
- إن العادات ليست قدراً محتوماً فإننا إذا سيطرنا على حلقة العادة وقمنا بتكوين عادات جديدة أقوى من العادات القديمة فإنه يمكن إجبار العادات السيئة على الرجوع للخلف.
الفصل الثاني
كيفية إنشاء عادة جديدة
يمكنك تكوين عادة جديدة عن طريق معرفة حلقة العادات و التلاعب ببعض مكوناتها ؛ فأنت تحتاج :
- البحث عن دليل بسيط وواضح
- تحديد المكافأة بطريقة واضحة .
- الأمر الروتيني أو الفعل الذي تحب أن يتحول إلى عادة عندك .
- و تعزز هذه الحلقة بالرغبة و التي تنشأ تدريجياً بدرجة لا يمكننا إدراك وجودها بالفعل
مثال ذلك :
-حلقة عادة التدخين: رغبة اشتهاء النيكوتين.
الدليل: علبة السجائر.
الأمر الروتيني: أخذ السجائر وبدأ التدخين.
المكافأة: الشعور بتدفق النيكوتين.
-عادة تصفح البريد الإلكتروني: رغبة الشعور بالتشتيت.
الدليل: اهتزاز الهاتف.
الأمر الروتيني: بدأ التصفح.
المكافأة: تشتيت انتباه مؤقت.
-حلقة عادة الجري كل صباح: الرغبة في تدفق الأندروفين "الإحساس بالإنجاز"
الدليل: ربط الحذاء الرياضي أو وضع ملابس الرياضة جوار السرير.
الأمر الروتيني: القيام بالجري الصباحي.
المكافأة: الإحساس المنتظم بالإنجاز والإنتصار.
الفصل الثالث
_العادات السيئة ليس التخلص منها بالأمر السهل ولتغيير إحدى هذه العادات السيئة "استبدالها" يجب أولاً أن تحافظ على الدليل القديم وتقدم المكافأة القديمة ولكن تضيف الأمر الروتيني الجديد.. و لا تنسى أن تعزز هذه الحلقة بالرغبة و أهم ما في ذلك أن تعتقد أنك تستطيع التغيير .. تسمى هذه بالقاعدة الذهبية لتغيير العادات.
مثال على ذلك:
-عادة إدمان استخدام الهاتف الذكي: رغبة في الشعور بالتشتيت والهروب والتنفيس.
الدليل: مشاهدة الهاتف المحمول.
الأمر الروتيني: أخذ الهاتف والاستجابة للرغبة.
المكافأة: الشعور المؤقت بالراحة والرفقة وكسر حدة الأمور المقلقة.
-العادة الجديدة "التي نريد استبدالها بالقديمة":
عادة التحدث مع العائلة أو الأصدقاء الموجودين في الواقع.
الدليل: مشاهدة الهاتف المحمول"نفس الدليل".
الأمر الروتيني الجديد: ابعاد الهاتف والتحدث مع الآخرين وشغل الوقت بهم.
المكافأة: الشعور المؤقت بالراحة والرفقة وكسر حدة الأمور المقلقة"نفس المكافأة".
_مثال آخر..
عادة التدخين: ذكرنا حلقة التدخين سابقاً في الفصل الثاني.
لتغيير هذه العادة السيئة يمكن استبدال الأمر الروتيني فيها "أخذ السجائر وبدأ التدخين" بأمر روتيني جديد وهو "مضغ العلكة" أو "المشي مع الأصدقاء" والحصول على نفس المكافأة وهي الشعور بالتخلص من القلق والشعور بالإنشغال والرضا.
شروط تغيير عادة:
1_تطبيق القاعدة الذهبية.
2_الاعتقاد القوي والجازم بأن التغيير ممكن في حياة الأفراد أو حتى المؤسسات والمجتمعات.
3_البحث عن أشخاص يشاركونك نفس الهدف في تغيير عادة ما.
4_يمكن استشارة ذوي الاختصاص من مدربين وأطباء واستشاريين اجتماعيين لتقديم المساعدة ليتم التغيير بشكل منهجي وسريع.
5_الاعتراف بخطأ العادة التي تمارسها و التركيز على مزاحمتها بعادات جديدة تعيدها للخلف في العقدة القاعدية.
الجزء الثاني
عادات المؤسسات الناجحة.
الفصل الرابع
العادات المحورية.
_يعد تغيير عادات المؤسسات أو المجتمعات أمراً ليس بالسهل إطلاقاً، لا يمكنك أن تقول للناس تغيروا فيفعلون لكنك تستطيع التركيز على شيء واحد؛ فإذا أمكنك تعديل هذه العادات التي تدور حول هذا الشيء الوحد، فسوف ينتشر الأمر في الشركة أو المؤسسة أو المجتمع بأكملة.
_العادات المحورية هي العادات التي تمتلك القوة لتبدأ تفاعلاً تسلسلياً مما يؤدي لتغيير العادات الأخرى خلال انتقالها عبر المؤسسة هذا في حال اكتسابها ، أما في حال تغييرها فتعمل على إزاحة الأنماط الأخرى و إعادة تشكيلها .
أهمية العادات المحورية أو خصائصها :
١- تجعلنا ندرك أن النجاح في التغيير لا يعتمد على تصحيح كل شيء ولكنه يعتمد على تحديد عدد قليل من الأولويات الأساسية، وصياغتها بشكل كاف لتصبح أدوات قوية .
٢-_إذا ركزت على تغيير العادات الأساسية "المحورية" أو اصلاحها فإنه يمكنك تحقيق التحول على نطاق عريض .
٣- تقدم العادات بالضبط كما يبدو من معناها تمثل جزء من كيفية عمل العادات الأساسية المحورية ما يسمى بالمكاسب الصغيرة في احداث تغيير على نطاق واسع وقد اظهر قدر كبير من الأبحاث أن المكاسب الصغيرة تمتلك قوة هائلة وتأثيراً لا يتناسب مع الإنجازات والإنتصارات كلها.
كيف نعرف العادات المحورية ؟
_لمعرفة العادات الأساسية يجب أن تعرف أين تبحث عنها ، و معرفة أهميتها أو خصائصها المتقدمة
ورغم ذلك فإن تحديد العادات الأساسية أمر صعب لأن عبور الفجوة بين المبادئ الأساسية للعادات واستخدامها أمر يحتاج براعة.
أمثلة على العادات المحورية:
-مثال مصنع الألومنيوم:
لقد كانت شركة "ألكوا"على وشك الإفلاس ومصانعها متدهورة من كل النواحي، وفي تلك الفترة العصيبة تم تعيين مدراء مختلفين كانوا يستقيلون بسبب عجزهم عن تحقيق أي نجاح لإنقاذ المصنع، إلى أن جاء "أونيل" بعد أن قام بدراسة عميقة عن المصنع وأسباب فشله قرر قبول منصب المدير لم يعد الموظفين بأي اصلاحات أو ترقيات أو أي وعود روتينية كالمدراء السابقين، لقد وعدهم بالحفاظ على سلامة العمال من الإصابت هذا الوعد فقط، كانت هذه هي العادة المحورية التي أعادت للمصنع مكانته فانخفضت التكاليف وارتفع مستوى الجودة وتم استبدال الآلات القديمة بأخرى جديدة وحصل الموظفون على ترقيات، بسبب تغيير العادات المحورية تغير روتين المصنع بأكمله.
الأشخاص الذين يبدأون بممارسة الرياضة تتغير الكثير من عاداتهم فهم يبدأون في الحفاظ على نظام غذائي صحي والابتعاد عن التدخين والتحلي بالصبر.
عادة النجاح
عندما تصبح قوة الإرادة شيئاً تلقائياً.
_ اعتقد الباحثون أن قوة الإرادة مهارة قابلة للتعلم يبدأ الأمر عندما يشعر أحدهم بالعجز الشديد أمام خطوب الحياة فيبدأ بتعلم كيفية السيطرة على انفعالاته وينضبط في مواعيده حتى يصل إلى التحلي بقوة الإرادة، لكنهم بعد ذلك وجدوا أن قوة الإرادة تعتبر عادة تعمل كالعضلات بإمكانك تقويتها لتصبح أكثر صلابة ومرونة أو ستضعف أمام ابسط الأثقال..
- قوة الإرادة هي العادة الأساسية الأكثر أهمية بالنسبة لنجاح الفرد.
_قام باحثون من جامعة بنسلفانيا بإجراء دراسات على 164 طالباً عن طريق قياس حاصل الذكاء وعوامل أخرى تتضمن مستوى قوة الإرادة التي يظهرها الطلاب من خلال ما تقيسه اختبارات الانضباط الذاتي، فوجدوا أن الطلاب الذين يبذلون مستويات أعلى من قوة الإرادة هم:
- الأفضل فرصاً في الحصول على درجات أعلى في فصولهم الأقل غياباً.
- يقضون وقت أقل في مشاهدة التلفاز وأوقات أكثر في أداء الواجبات المدرسية.
"إن الانضباط الذاتي يترك أثراً على الأداء الدراسي أكبر مما تتركه الموهبة الفكرية".
_وتشير الدراسات إلى أن أفضل طريقة لتقوية قوة الإرادة هي بتحويلها إلى عادة؛ تقول أنجيلا دوكورث _إحدى الباحثات _: في بعض الأوقات يبدو أن الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من التحكم في الذات لا يعملون باجتهاد ولكن هذا يرجع إلى أنهم جعلوا العمل يسير بشكل تلقائي إن قوة إرادتهم تظهر دون أن يضطروا إلى التفكير في ذلك.
_في إحدى التجارب قام العلماء باختبار قوة الإرادة عند مجموعة من الأطفال الذين لم يتجاوزوا الأربع سنوات، وذلك بوضع طبق مليء بحلوى المارشميلو أمامهم وسمحوا لهم بتناول قطعة واحدة لكل طفل لكن من يستطيع أن لا يأكل قطعته لبعض الوقت سيحصل على واحدة إضافية، الأطفال الذين استطاعوا المحافظة على انضباطهم الذاتي وعدم أكل قطعهم، بعد أبحاث طويلة وجد الباحثون أن هؤلاء الأطفال أصحاب الإرادة القوية قد انتهى بهم الأمر بالحصول على أفضل المستويات في دراستهم، فإذا عرفت كيف تتجنب اغراء حلوى المارشميلو في مرحلة الحضانة، يبدو أنك ستصبح من أكثر الأشخاص انضباطاً ذاتياً حين تكبر !
"حالما تصبح قوة الإرادة أقوى تلمس كل شيء في حياة الفرد"
_تزدهر الشركات والمجتمعات والمؤسسات االتي تنجح في تحويل الانضباط إلى عادة مؤسسية وقد نجحت في ذلك شركة ستاربكس عن طريق قاعدة LATTE:
L=Listen = استمع.
A =Acknowledge = اعترف بالخطأ.
T=Take action= تصرف وابدأ بحل المشكلة.
T=Thank them= اشكر الزبون.
E =Explain = فسر سبب حدوث المشكلة.
وهذه الشركة تلزم العاملين فيها بكتابة خططهم في دفتر خاص تسميه دفتر الانعطافات عن طريق تخيل المشكلات التي من الممكن أن تواجههم وإيجاد عدة حلول لها قبل حدوثها.
عمل قوة الإرادة:
تصاب عضلة قوة الإرادة بالإرهاق حين يشعر الشخص أنه مجبر على القيام بالعمل ، بينما تكون أقوى وأنشط حين يشعر أنه يقوم بعمله بحب، وكخيار شخصي.
قوة الأزمات "كيف يخلق القادة العادات من خلال الحوادث والتخطيط؟"
_من الممكن أن تنشأ العادات المؤسسية المدمرة داخل مئات من القطاعات، وآلاف من الشركات وتقريباً على الدوام، فلا توجد مؤسسة واحدة دون عادات مؤسسية، فهناك أماكن تصمم فيها العادات بطريقة مقصودة، وأماكن تنشأ فيها العادات دون تفكير مسبق وتنمو بسبب التنافس أو الخوف.
ولكن في بعض الأحيان حتى العادات السيئة يمكن تحويلها عن طريق القادة الذين يعرفون كيفية الاستفادة من الفرص المناسبة إلى عادات ناجحة، وفي خضم الأزمات تنشأ العادات المناسبة.
_قد يرى البعض أن الشركات والمؤسسات أماكن مثالية يكرس كل من فيها نفسه من أجل تحقيق هدفٍ عام للحصول على أكبر قدر ممكن من المال..!
لكن في الحقيقة الأمور لا تسير بهذه البساطة على الإطلاق فالشركات ليست عائلات كبيرة سعيدة يلعب كل شخص فيها دوره بطريقة لطيفة؛ في الواقع تتكون معظم أماكن العمل من منطقة نفوذ يتنافس فيها المديرون التنفيذيون من أجل الحصول على السلطة والثقة، وذلك عن طريق مناوشات خفية تظهر تفوقهم الخاص، وتجعل أداء منافسيهم يبدو سيئاً ، فتتنافس الأقسام من أجل الموارد وتقوم بعرقلة بعضها من أجل سرقة المجد ، ويغري الرؤساء مرؤسيهم بمصارعة بعضهمو؛ لهذا "فإن الشركات ليست عائلات إنها ميادين للقتال".
ولكن رغم كل الحروب فهي تسير على نحو مسالم إلى حد ما عاماً وراء عام وذلك بسبب وجود أمور روتينية _ عادات_ تسمح بعقد هدنة ما يسمح لكل شخص بتنحية منافسيه جانباً لمدة تكفي لإنجاز يوم من العمل.
_تقدم الأمور الروتينية والهدنة نوعاً من العدالة المؤسسية فهي تتبع مسارات متوقعة إلى حد ما حيث يتم انجاز القدر المعتاد من العمل، ويتم توجيه التأنيب والمجاملات بالوتيرة المعتادة نفسها، ولكن في بعض الحالات ربما يكون هذا السلام غير المستقر مدمراً
عندما تتوقع الشركات العادات وتتلاعب بها.
القراءة الحسابية للعقل:
غالباً ما تستخدم الشركات المعلومات التي يقدمها العملاء دون أن يكونوا مدركين، وذلك عن طريق مراقبة المشتريات في بطاقات التخفيض ، أو البطاقات الإئتمانية، و بالتالي تربط مشترياتهم بملف يوضح الخصائص السكانية الفردية.
_قبل قرابة عقدين من الزمان كان المسوقون يستعينون بعلماء النفس ليعرفوا الميول العامة للناس فيستخدمون أساليب تتعامل مع كل المتسوقين بنفس الطريقة، مثلاً لقد لاحظوا أن أغلب المتسوقين يتجهون للجانب الأيمن من المتاجر بشكل مستمر فاستغلوا هذا الروتين المشترك في وضع السلع ذات الأرباح الأكثر في الجانب الأيمن من المتجر ؛ كانت هذه حلولاً بدائية إلى حد ما ومصممة كي تناسب الجميع، من أجل إثارة عادات الشراء، ومع تزايد حدة المنافسة بدأت سلاسل متاجر مثل "تارجيت" تدرك أنها لا تستطيع الاعتماد على الحيل القديمة، وكانت الطريقة الوحيدة لزيادة الأرباح هي معرفة عادات كل متسوق على حِدة، والترويج للناس كل على حدة، مع إشارات شخصية مصممة لإغراء تفضيلات الشراء الفريدة لدى العملاء.
_وبعد أبحاث وتجارب عديدة وجد المسوقون أن العملاء الذين يصطحبون معهم قائمة مشتريات وقرروا مسبقاً ما الذي جاءوا لفعله، يقررون 50% من قرارات الشراء أثناء التسوق لأن العادات أقوى من النوايا المكتوبة للمتسوق.
طريقة الشطيرة:
يقوم المسوقون بوضع العادة الجديدة التي يريدون من الناس اكتسابها بين عادتين مألوفتين ..
مثلاً الأغنية الجديدة على جهاز الراديو يقومون بتشغيل اغنيتين مفضلتين للعامة قبلها وبعدها حتى ترتبط بالعادات المألوفة وتصبح مثلها.
_يقوم مسوقو شركة تارجيت بمراقبة الزبائن والسلع التي يشترونها ليحددوا الإعلانات المناسبة لكل فئة ...
فمثلاً الشخص الذي يلاحظون أنه رياضي يرسلون له كوبونات تخفيض على الأحذية الرياضية ، والنساء اللواتي يبدو من طرق شراءهن أنهن حوامل يرسلون إليهن إعلانات ملابس الأطفال ومستلزماتهم ..الخ وذلك لكي يتحول التسوق من هذه الشركة إلى عادة روتينية وهكذا تستغل الشركات العادات وتتلاعب بها لتزيد استهلاك الأفراد ونهمهم على الشراء.
قام بالتلخيص:
تسنيم عمر
قطر الندى
تمت بحمدالله
تعليقات
إرسال تعليق