إسـلامــــــــنـــــــا
كان بنو امية يجعلون منادياً ينادي في الحج'' لا يفتي في الناس إلا عطاء ابن رباح"
قالوا : عنه كان عطاء مفلفل الشعر ، افطس الانف ، اسود اللون ،
اذا جلس كأنه الغراب الأسود ،
برز للفتوى بعد ابن عباس ، فكان فقيه ،الحجاز ومفتي مكة والمدينة .
اخذ العلم عن جمع من الصحابة الذين ادركهم .
قدم الزهري ،على الخليفة الأموي، عبد الملك بن مروان ،
قال له ّ من اين قدمت يازهري ؟
قال : من مكة
قال : ومن تركت فيها يسودها من اهلها ؟---اي يسودها بالعلم ---
قال : عطاء بن ابي رباح ،
قال له: أمن العرب ام من الموالي ؟
قال : بل من الموالي ،
قال : فبما سادهم ؟
قال : بالديانة والرواية ،
فهز عبد الملك رأسه --- اي ان اهل العلم ينبغي ان يسودوا --- .
ولد في الجند ، في ارض اليمن، سنة ٢٧ ه في خلافة عثمان ، من اصول حبشية ، وقيل : كان اصله من اراضي النوبة.
انتقل في صباه ،مع ابيه الى مكة ، يعيش حياة الرق ،
الى ان اعتقته سيدته ، بعد ان رأت فيه خير .
عندما حج الخليفة الأموي ،سليمان بن عبد الملك مع ابنيه ،وجده يصلي، انتظره حتى ، فرغ من صلاته ،ثم جلس اليه ،في المسجد الحرام ، فتعجب ابناه ! وسألاه من هذ ا الرجل الذي تجلس اليه ؟
قال : لهما هذا عطاء بن ابي رباح ،
ابني: ( تعلموا العلم فالعلم يشرف الوضيع ، وينبه الخامل ، ويعلو به الى مراتب الملوك ) .هذا هو إسلامنا ،وهذه حقيقته وروحه
لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى،
وهكذا عاشوه اسلافنا الصالحون ،بعد ان فهموا ان كل ماكان ،من أمر الجاهلية موضوع ،
فقد وضعه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ تحت قدمه ،فقال : ان كل ما كان من امر الجاهلية ،موضوع تحت قدمي ،وان (( أكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهٍ أتْقَاَكُمْ ))
فلا انساب في الإسلام ولاتمييز
فلم يكن عطاء بن ابي رباح ،
يدفعه الى الإسلام نسبه فيتمسك به ،او عصبته وقبيلته،بل قناعاته وعقيدته ، وكان المجتمع الإسلامي يقر له بذلك ،
فكان عطاء اكثر تفاخراً و اعتزازاً بدينه ،الذي يملاء قلبه، من تلك الوشائج النتنة ،التي تبرء منها ،نبينا عليه الصلاة و السلام ، وهو ما اوصله لأن يقف اليه الملوك إحتراماً وتبجيلاً، ويجالسونه هيبتاً وعرفاناً
ولسان حاله يقول ،
ابي الإسلام لا أب لي سواه.
اذا افتخروا بقيس او تميم.
تعليقات
إرسال تعليق