بقلم: شموخ كحلانية
نفحة طاعة: زاد الروح قبل استقبال رمضان
تسير بنا الأيام مسرعة، تُدحرج أعمارنا دون أن نشعر، لتقف بنا في أبوابٍ مفتوحة على الغنائم. وفي مقدمة تلك المواسم يهلّ علينا شهر رمضان؛ شهر الطاعات والقربات، شهر يمرّ كلمح البصر، لكن أثره يبقى في القلوب العمر كله.
وفي غمرة هذا السباق، يبقى الفائز الحقيقي هو من يملأ قلبه وجوارحه من تلك النفحات، فيغتنمها قبل أن تُطوى الأيام، وتطوى معها الفرص.
لماذا نحتاج إلى نفحة طاعة؟
لأن القلب يصدأ، والروح تُثقلها مشاغل الدنيا، ولأن الإنسان مهما علت همّته يبقى ضعيفًا بلا مددٍ من الله. و"نفحة الطاعة" ليست مجرد لحظة خشوع، بل إيقاظ للضمير، وعودة صادقة إلى باب لا يُغلق، وفرصة لبدء صفحة جديدة قبل دخول رمضان.
نهاية العام وبداية القلب
ها نحن على أعتاب شهر كريم، ربما ندخله وربما لا ندركه. كم من أناس كانوا معنا في العام الماضي، وواراهم الثرى قبل أن يعود الموسم إليهم. وكم من أناس يستعدون الآن لاستقباله، ونحن — بإذن الله — منهم، لكن لا أحد منا يملك يقين الوصول.
لذا فإن أعظم الخسارة أن يمضي رمضان دون أن نكون من العتقاء.
كيف نستقبل رمضان بنفَسٍ جديد؟
إليك خطوات عملية تحافظ على روح النص الأصلي، لكنها تجعل المقال أكثر فائدة وقابلية للتطبيق:
1) تجديد النية
- استحضر أنك تقوم بالطاعة لله وحده.
- اجعل شعارك: "لن يسبقني إلى الله أحد".
2) صيام القلب قبل صيام الجسد
- أطفئي ضجيج الملهيات.
- اقطعي شيئًا من التصفح، الأخبار، التسوق الإلكتروني.
- افتحي مساحة للسكينة والذكر.
3) خطة عبادة واقعية
- قراءة جزء يوميًا من القرآن.
- صلاة قيام خفيفة ثابتة ولو 10 دقائق.
- صدقة يومية ولو ريالًا واحدًا.
- ذكر “أستغفر الله” 100 مرة صباحًا و100 مساءً.
4) محاسبة النفس
اسألي نفسك كل مساء: هل زاد إيماني اليوم؟ ماذا أضفت لصحيفتي؟
5) شكر يفتح الأبواب
نعم الله كثيرة، والشكر باب للزيادة. لا تنغمس في المعاصي ثم تطلب الجنة بلا عمل. ابدئي بالشكر على أبسط النعم: الصحة، الوقت، الفرص، القدرة على الطاعة.
رسالة إلى القلب
إن سلعة الله غالية… والجنة أغلى من أن تُنال بفتور. فلنغتنم اللحظات، فلعلّ نفحة رحمة تدركنا فنكون من العتقاء.
نسأل الله أن يبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأن يوفقنا لأحسن الأعمال، ويجعل لنا في كل يوم نفحة طاعة تُنعش الروح وتُثبت الخطى.