الحمدلله العليم الحكيـم ، مصرف الرياح والآيات ، مـن يصرف عنـه يومئذ فقـد رحمـه وذلك الفوزالمبين . والصلاة والسلام على أفصح الناطقين بالضـاد ، النبـي العـربي القرشي الهاشـمي الـذي أوتي جوامع الكلـم ، وعلى آله وأصحابـه ومـن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد : فـإن مـن الحـظ الأوفـر والظفـر الأكبر ؛ العناية بفهـم وتفهيـم الكتاب العزيز لمـا فيـه مـن الآيات والعبر ، وكذلـك سـنة النبـي صـلى اللـه عليـه وسـلم الأغـر ، بما ورد فيهـما مـن الـدرر لسعادة البشر ، وليس بخـاف أن لعلـم الـصرف عـلى تحقيـق هـذه الغاية المنشـودة النصيب الأكبر ، لمـن أخـلـص النيـة الـواردة في الذكر ، ليفهـم الكتاب والسنة بتدبر ، فكلماتـه سـبحانه وتعالى لا تنفـد ولـومـد مـداده بسبعة أبحـر ، وفهـم مـراده على الوجـه الـذي يريد ، أفضـل مـن الـدر المنثور في باقات العطـور .
سبب تأليف هذا الكتاب
السلف فبنـاء عـلى مـا مـر آنـا ذكـره ، أردت أن أدلي بدلوي ، وأشـجع إخـواني وأبنـائي الطلبة على اقتناص هذا الشرف في هذه الفرص ، لدراسة وتدريـس هـذا الـفـن الصعـب المرتقـى بين الجيـل المنتقى ، درايـة وتطبيقا ، وسيرا على درب ا مـن الآباء والأجداد ، قبـل الإندثار والإضمحلال ، فكـمـا تنـص القاعـدة : مـا لايتـم الواجـب إلابـه فهـو واجـب ، وهـذا الفـن وإن كانت دراسته فرض كفايـة فإنـه عـلى البعـض فـرض عين منحتـم ككل مفسر ومحـدث وكل فقيـه وداعيـة أراد التحقـق والسلامة في نقـل مـراد الله ورسوله إلى الناس مـن الكتاب والسنة ، لأنهـا نـزلـت بلسـان عـربي مبين ، فبـان بذلك فضـل هـذا الفـن ، والشيء بالشيء يذكر ، وعـلى قاعـدة مـا لا يـدرك كلـه لايترك جلـه ؛ قمت بتأليـف هـذه الوريقات ، وسميتها { لسـانُ الطالب في علـمِ الـصرف ) طلبا لثـواب الصدقة الجارية ، وإن لم يبلغ الضالع شأو الضليع إلا أن المـرء مـع مـن أحـب وهـذا القـدر يكفين ، واللـه أسـألـه الـرضى والقبـول ، وبـه أسـتعين وإليـه أتـوب رب اشرح لي صدري ويسر لي أمـري واحلـل عقـدة مـن لساني يفقهـوا قـولي . ولاتجعـل - يا رب - للنفـس أو الشيطان في هـذا العمـل حـظـا يا مقلب القلـوب !
رب اغفـر لي ولوالدي ولمـن دخل بيتي مؤمنـا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلاتبـارا .
بقلم / علي إبراهيم بازغـا
تعليقات
إرسال تعليق