في الشعوب صحوة
بقلم: سيف بن ربيع الحالمي
مقدمة: شعلة الحق في قلب الظلام
ستنجلي الغيوم السوداء التي تحوم فوقنا، فالله لا ينصر الباطل، كما قال في كتابه العزيز:
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقوهكذا، فالحق دائمًا منصور، فاتّبعوه واصبروا على صعاب الطريق، فالنصر للمؤمنين الذين يحملون الوعي واليقين في قلوبهم.
إنها لحظة فريدة في تاريخ الأمة، حين يزداد الوعي الجمعي بين صفوف أهل الحق، ويتسع دائرة الفهم والإدراك، فتظهر روح الصحوة من جديد، وتلمع شموس الحقيقة على الساحات التي كانت مظلمة بالجهل والقمع.
الوعي الجمعي: سلاح الشعوب
الوعي الجمعي في أي أمة هو رأس مالها الحقيقي. ففي الوطن العربي اليوم، ومع ثورة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح للحق طريق مباشر إلى قلوب الناس، دون أن تقف حواجز الطغاة بينه وبين المواطن. كل معارض أو متردد ليس إلا ضحية التضليل أو الظلم، كما حدث في اليمن، حيث صمت الكثير خوفًا من عسف المليشيات الحوثية، لكن الغالبية العظمى تدرك الحق وتعرف السبيل إليه.
النهضة قادمة: جيل النصر
ستنهض الأمة من جديد، فكما يمر الإنسان بمراحل المخاض قبل ولادة الحياة، تمر الشعوب بمراحل اختبار وصبر قبل ولادة جيل النصر المنشود. هذا الجيل يحمل بين طياته الوعي، الشجاعة، والإصرار على استعادة الحق وإنصاف المظلوم. كل معركة خفية في النفوس، كل قرار شجاع يتخذه المواطن، وكل كلمة حق تُقال، تُعد لبنة في بناء هذا الجيل.
دروس التاريخ: من الماضي نتعلم
التاريخ شاهد على صبر الشعوب وقوتها في مواجهة الظلم. من معارك صغيرة في القرى إلى ثورات عارمة في المدن، دائمًا كانت الشعوب التي صبرت وتمسكت بحقها هي التي نجحت في النهاية. اليمن مثال حي، ليس فقط على المعاناة، بل على القدرة الاستثنائية على الصمود والإبداع في مواجهة القهر.
التكنولوجيا والاتصالات: قوة العصر الحديث
لقد أصبحنا في عصر تتقاطع فيه المعرفة بسرعة الضوء. وسائل التواصل ليست مجرد ترف، بل سلاح حقيقي في يد الشعوب الواعية. الحقائق أصبحت متاحة، والباطل معرض للكشف والانكشاف. كل منشور، كل مقال، وكل تحليل ينشر في هذا العصر يساهم في تقوية الوعي الجمعي، وفي تحفيز المواطنين على التفاعل الإيجابي والمشاركة في نهضة وطنهم.
الصمود أمام الطغيان
ليس كل من يسكت عن الحق جبانًا، فالصمت أحيانًا يكون تكتيكًا للنجاة في ظروف عسيرة. لكن الحقيقة دائمًا تبرز، والحق يعلو في النهاية. إن من يحمل مشعل النور في زمن الظلام، عليه أن يعرف أن دوره مهم، وأن صموده أمام الطغاة هو سبب رئيسي في إيقاظ الآخرين وتحفيزهم على الانخراط في مسيرة التغيير.
الصحوة الفردية والجماعية
الصحوة لا تأتي من فراغ، بل هي نتيجة تراكم الوعي الفردي والجماعي، وهي مثل شرارة صغيرة يمكن أن تشعل نار النهضة إذا تم الاعتناء بها. كل فرد مستنير، كل طالب علم، كل ناشط واعٍ يساهم في بناء بيئة حاضنة للصحوة، بحيث تنتقل من قلب شخص إلى آخر، وتنتشر في المجتمع كالنار في الهشيم.
خاتمة: المستقبل مشرق
تاريخ الأمة مليء بالاختبارات، والواقع الحالي ليس استثناء. لكن هناك يقين راسخ: ستشرق شمس النهضة من جديد، وستتجلى إرادة الشعوب في أفعالها، في وعيها، وفي عزيمتها. المستقبل مشرق لمن يستشعر قيم الحرية، والحق، والعدل، ويعمل من أجلها بإخلاص.
فلنحمل في قلوبنا شعلة الحق، ولننشر الوعي في مجتمعاتنا، ولنعمل معًا على بناء أمة قوية، واعية، لا تنحني للباطل مهما طال الزمن. الصحوة حتمية، والنصر قريب، بإذن الله.