طوق الزمن ونهر الحنين


الزمن ونهر الحنين

تجربة حزن وحنين بعد أن فقد شخص عزيز، قصة مؤثرة عن الطفولة والفقد والرضا والسكينة. قراءة هذا المقال لديك القدرة على فهم تأثير الفقدان على النفس وكيفية الوصول إلى أمر الإلهي.

ذكريات الرحيل

في مثل هذه الأيام قبل عدة سنوات، كانت الأيام الأولى لرحيلك... وكأن الحزن الأسودً خيّم على سمائنا، وأنا طفلةٌ لا تعي ما يحدث حولها، فقط عويلٍ يملأ المكان، واشاءت كلماتٍ مبهمةٍ ملحوظة بين شهقاتهم:

«رحل... لم يعد له وجود...رحمه الله»

كلماتٌ لم تفهمها عقليا دقيقًا، فكنت اختار أن يضاعف سنوات عمري لأصل إلى معناها، اختر كلما كبِرت ازددت ألمًا، ووودتُ لو شاركتُ في طفولتي؛ فلو أن الزمن توقف هناك... لما ضاق عنقي بطوق الواقع المرير الذي تفّ عليّ حتى كاد يخنقني.

صمت مؤلم

لم أصرخ كما فعلنا، لكن كنتُ أختنق بصمتٍ موجع، أُخفي أنيني تحت أنفاسي المتقطعة، أرجو أن تُنقذني من قوقعتي، ولكن لم يكتشف أحدًا...

لم أتعهد بالرفض، ولمهيّأ لتحمل هذا الثقل النفسي المبكر، لكن الواقع أنه عليّ أن أواجه، أن أعيش وأقاوم الطوق، أسيرة الفقد، وشاهدةً على قصّة أيام.

الرضا وسط الألم

لقد سُلِبتُ طفولتي عنوة، وأُعطيتُ عقلَ كهلٍ قبل أوانه، ومع ذلك... رضيت. رضيتُ لأن في السكين مرضية لا أعرفها إلا من اتصال عمق الفقد.

نهر الحنين

ومع ذلك، ما في داخل نهر حنين لا ينضب، يمرّ عام بعد آخر، فأكبُر في الشكل، لكن الطفلة في داخل ما ينتظر اللقاء مؤجّلًا، تشتاقُ لتفاصيلك، لحديثك، لملامح المرئي الذي لا تُمحى من الذاكرة.

لتسليم أمر الإلهي

ليس بيدنا حيلة سوى أن نسلّم لأمر الله، نرضى ونحمد، ونستطيع بأمل اللقاء في دارٍ لا فراق فيها.

🕊️ تغمدك الله بواسع رحمته ومغفرته، وأسكنك فسيح جناته.

تعليقات