ملخص كتاب الهشاشة النفسية

ملخص كتاب الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟ - إسماعيل عرفة

ملخص كتاب الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟

شاهد الملخص المرئي للكتاب

رابط الفيديو الأصلي على يوتيوب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.

حصد كتاب "الهشاشة النفسية" لمؤلفه د. **إسماعيل عرفة**، على انتشار واسع واستحسان كبير من قِبَل القرّاء، ويعد هذا الكتاب من الكتب القلائل التي تطرقت لظاهرة الضعف النفسي والعاطفي لدى الشباب العربي المعاصر.

من هو الدكتور إسماعيل عرفة؟

د. إسماعيل عرفة هو صيدلي ومؤلف مصري، تخرج في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية عام 2018م، له العديد من التقارير المنشورة بقسم رواق على موقع ميدان، ويعمل كباحث ومترجم.

من مؤلفاته وترجماته:

  • مؤلف كتاب: الهشاشة النفسية: لماذا صرنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟
  • مؤلف كتاب: لماذا نحن هنا؟ تساؤلات الشباب حول الوجود والعلم والشر والتطور.
  • مترجم كتاب: صنع الدولة الحديثة: التطور النظري لبريان نيلسون.

في هذا الكتاب يستعرض معنا د. إسماعيل عرفة إشكالية نفسية معاصرة انتقلت إلى مجتمعاتنا كما انتشرت من قبلنا في الغرب الحديث، ألا وهي الهشاشة النفسية. ويحذر الكاتب من تأثيرات المواد الإعلامية المسببة للضعف للنفس البشرية، وكذلك الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وما حملته من تعظيم للأنا والقيم الفردية. ومن هنا يستعرض مظاهر تلك الإشكالية وأسبابها مع مقترحات عملية للتغلب عليها نفسياً ومن المنهج الإسلامي.

---

تعريف الهشاشة النفسية

الهشاشة النفسية هي عبارة عن حالة شعورية تعتريك عند وقوعك في مشكلة ما، تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتشعر بالعجز والانهيار عند وقوع المشكلة وتظل تصفها بألفاظ سلبية مبالغ فيها لا تساوي حجمها في الحقيقة، وإنما هي أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك، فيزيد ألمك وتتعاظم معاناتك. ثم تغرق في الشعور بالتحطم الروحي والإنهاك النفسي الكامل، وتحس بالضياع وفقدان القدرة على المقاومة تماماً، وتستسلم.

أشكال تجلي الهشاشة النفسية في التعاملات اليومية:

  • تعظيم المشاعر وجعلها حكماً نهائياً، واعتزال كل ما يؤذيها ولو بكلمة بسيطة.
  • كره نقد الأفكار؛ لأن النقد صار كالهجوم.
  • الإفراط في اللجوء إلى الأطباء النفسيين في كل شعور سلبي.
  • عدم تقبّل النصيحة أو رغبة الفرد في أن يحكم أحد عليه.
  • التماس العذر لأي خطأ أو إجرام بدعوى أن مرتكبه متأذٍ نفسياً.

يعتبر الكتاب محاولة لتوضيح هذا الداء في جيل زي/Z (مواليد 1997 وما بعده) والذين ينتمون للطبقات العليا والوسطى.

---

موجز فصول الكتاب

يتكون الكتاب من مقدمة وثمانية فصول وخاتمة على النحو التالي:

  1. مقدمة: أهلًا بك في عالم الهشاشة النفسية "snowflakes".
  2. الفصل الأول: مدخل: جيل رقائق الثلج.
  3. الفصل الثاني: هوس الطب النفسي.
  4. الفصل الثالث: الفراغ العاطفي أم الفراغ الوجودي؟
  5. الفصل الرابع: السوشيال ميديا: أصل كل الشرور.
  6. الفصل الخامس: لا تحكم على الآخرين!
  7. الفصل السادس: مشاعرك الداخلية: أسوأ حَكم في حياتك؟
  8. الفصل السابع: مخدرات الشغف.
  9. الفصل الثامن: مفتاح النجاة: أنا مريض نفسي إذن أنا أفعل ما أريد.
  10. خاتمة: نتائج البحث وتوصياته.
---

الفصل الأول: جيل رقائق الثلج

في هذا الفصل يأخذ الكاتب بأيدينا لنخطو أولى خطواتنا في فصول هذا الكتاب، حيث يعرض علينا ثلاثة مشاهد تكاد تطابق تفاصيلها مواقف كثيرة تمر علينا في حياتنا:

1. مشهد الفراق الأليم:

إعجاب بين رجل وامرأة، فـ وُلوع، فـ تعلُّق، فـ فتور، فـ فراق، فـ انهيار تام في معنويات الشخص، وكأن هذا الفراق حطم حياته، ويدخله دائرة الاكتئاب.

2. مشهد (قف للطالب وبجله تبجيلاً):

تبدأ الحكاية من شجار محتدم بين طالبين أو طالب ومشرف، وسباب وشتائم مبتذلة. ثم يتم الاستدعاء للإدارة للقيام بإجراء عقابي يتناسب مع حجم الخطأ، ثم يقوم الوالدان بإرسال شكوى للمدرسة ضد المدرس بأنه أذى ابنهما نفسياً!

3. مشهد (النجدة يا صديقي! ولكن لماذا؟):

يتصل بك أحد الأصدقاء ويشتكي لك أزمة عارمة اجتاحت حياته وجعلته منهاراً تماماً. تلتقي بصديقك وتهدئه، ثم تكتشف أن مشكلته بسيطة جداً، وموقف عادي من مواقف الحياة التي يتعرض لها ملايين الناس كل يوم.

تضخيم الألم (جوهر الهشاشة):

كما عُرِّفت سابقاً، هي حالة شعورية تجعلك تؤمن أن مشكلتك أكبر من قدرتك على التحمل، فتزيد ألمك وتتعاظم معاناتك بسبب أوصاف زائدة لا وجود لها إلا في مخيلتك.

رجال مراهقون ونساء مراهقات:

يشير الكاتب إلى أن فترة المراهقة، في عالمنا الحديث وبسبب مجموع من العوامل، تطول وتمتد أحياناً إلى منتصف العشرينيات، فيبدو الفرد مراهقاً في علاقاته، وتعامله مع المشاكل اليومية، وفي فهمه لحقائق الأشياء وطبائع الأمور.

لماذا سُمي بجيل رقائق الثلج (Generation Snowflake)؟

تمت تسمية جيل المراهقين والشباب الحالي بـ "جيل رقائق الثلج" لسببين أساسيين:

  1. السبب الأول: لأن رقائق الثلج هشة جداً وسريعة الانكسار، لا تتحمل أي ضغط عليها.
  2. السبب الثاني: شعور كل فرد من هذا الجيل بـ التفرّد، حيث يطغى لديه شعور عارم بالتميز والريادة ويحس دائماً بالاستحقاق، مثل رقائق الثلج التي يُقال إن لا رقيقتين منها متشابهتان أبداً.

الهشاشة تربية وليست طبيعة:

يشير الكاتب إلى أن استجابة جيل الشباب للضغوط قد تختلف جذرياً عن استجابة آبائهم، والسبب في ذلك يعود إلى التنشئة والتربية ومدى المرونة النفسية والقدرة على المقاومة والصبر على المكاره.

أهمية المرونة النفسية (تنمو تدريجياً):

من أهم مسببات الهشاشة النفسية هو عدم تحمل هذا الجيل للمسؤوليات منذ صغره، وتعوده الدائم على الاعتماد على غيره، مما يجعله أكثر دلالاً وانهزاماً أمام الضغوط.

تنادي الكاتبة الأسترالية كارين فاريس بتدريب أنفسنا على المرونة النفسية ومن فوائدها:

  • تحسن الصحة النفسية والذهنية.
  • النظر إلى الحياة على أنها سلسلة من التحديات لا المشاكل.
  • القدرة على الثبات والازدهار في حالات الضغط المستمر.
  • القدرة على التعافي بسرعة من الانتكاسات وأخذ العبرة من الإخفاقات.

توطين النفس على الصبر والالتجاء إلى الله واستنفاد الوسع في الأخذ بأسباب القوة، يخرج الإنسان من ضيق المشاكل الصغيرة إلى رحاب القضايا الكبرى.

---

الفصل الثاني: هوس الطب النفسي

من منا لا يتعرض لصدمات؟

الصدمات جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان. وبحسب مقاومة الشخص ومرونته النفسية، يبدأ في مواجهة المواقف السلبية والبحث عن الدعم لتفريغ طاقته، ليتمكن من استعادة اتزانه النفسي.

الصدمة سابقاً كانت محددة:

في السابق، عرف الدليل الثالث اضطراب ما بعد الصدمة بأنه تجربة عنيفة وشديدة الهول ومحددة بظروف معينة مثل: الحرب، الاغتصاب، والتعذيب. ولم يتم تصنيف الطلاق أو موت عزيز كاضطرابات لأنه كان من الطبيعي أن يتعافى منها الأشخاص بدون تدخل دوائي أو علاجي.

الحزن ليس اكتئاباً:

يشير آلن فرانسيس في كتابه (حفاظاً على السواء النفسي) إلى الإفراط عند الجيل الجديد في تصوير كل نوبة حزن بسيطة على أنها اكتئاب حاد.

بالرغم من قسوة الألم النفسي، إلا أن فرانسيس يؤكد أن كثيراً مما نعتقد أنه اضطراب اكتئاب حاد، ليس حاداً في الحقيقة ولا اكتئاباً ولا اضطراباً من الأساس. ويُحذر من خلق وباء زائف للاكتئاب تحولت فيه حالات الحزن العادية إلى اكتئاب مرضي.

فانتازيا السواء النفسي:

انتشرت مصطلحات مثل "السواء النفسي" و "الصحة النفسية" للوصول إلى حالة مثالية من السعادة النفسية. إلا أن الكاتب يشير إلى أن مفهومي "السواء النفسي" و "الاضطراب النفسي" سائلان للغاية ويختلفان باستمرار.

إن مطاردة السواء النفسي أشبه ما يكون بمطاردة الأشباح، وقد تنتج حالة من الهوس ولوم الشخص لنفسه على عدم الوصول لهذه الحالة.

الدواء: الحل أم المشكلة؟

لكل منا طريقته في التغلب على أحزانه، حيث يعمل المخ البشري بنظام الاتزان الداخلي لمساعدة الإنسان على علاج مشاكله النفسية ليستعيد حالته الطبيعية.

تكمن أزمة التضخم في استخدام العقاقير النفسية في تعطيل نظام الاتزان الداخلي لدينا، وتضعف المناعة النفسية، وتتعارض مع الطريقة الطبيعية للجسم لاستعادة سوائه النفسي. يجب أن يقتصر الدواء على من يعانون من اضطرابات نفسية حقيقية.

موضة الاضطرابات النفسية:

يرى فرانسيس أن الاضطرابات النفسية أصبحت موضة متقلبة. ويشير إلى أن منطق شركات الأدوية هو تحقيق أكبر ربح ممكن من خلال تحفيز تضخم التشخيص.

حلول بديلة للهروب من دوامة الطب النفسي:

  1. البوح: حكاية الهموم لشخص يحسن الإنصات كفيلة بالتخلص من الحالات النفسية السيئة.
  2. الأنْس بالأصدقاء والأهل ودوائر الدعم القريبة.
  3. ملء فراغ الوقت والاجتهاد في المعيشة، فإذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة.
  4. عدم اللجوء إلى الأطباء النفسيين إلا بعد فترة طويلة، وترك مساحة للنفس لمعالجة مشاعرها بنفسها.
  5. قيام الليل وعبادة الخفاء؛ فهما من أكبر المعينات على تحسين الصحة النفسية.
---

الفصل الثالث: الفراغ العاطفي أم الفراغ الوجودي؟

علاقات الأزرار:

أصبحت العلاقات بين الأصدقاء في هذه الأيام تبدأ بضغطة زر وتُنْهَى بضغطة زر، فقد صارت علاقاتنا وكأنها مجموعة من الأزرار في عوالم افتراضية بدلاً من قيمة الصداقة الحقيقية.

إنسان اليوم لا يحب القيود والالتزامات، ويرغب في إقامة علاقات بأقل قدر من الأخطاء، وإنهائها بأقل قدر من الخسائر، وما يهمه هو أن ينال الإعجاب ويحظى بالحب ولو بشكل مؤقت.

الكراش مرآة الفراغ العاطفي:

يبدأ مصطلح (الكراش) - الإعجاب بشخص ما - في التسلل إلى العالم العربي، وتصفه الأخصائية النفسية إيفا هالستروم بأنه مجرد انعكاس لصفات وقيم يتمناها الشخص، وينشأ عندما يكون لدى الإنسان مخزون عاطفي ورغبة قوية في الحب، فيلجأ إلى تفريغ هذه الرغبة في شخص ما بشكل شبه عشوائي.

ومن الفراغ العاطفي ينتقل المرء إلى الكراش، ثم إلى التعلق المرضي، وبعدها إلى إدمان العلاقات السامة.

الأسرة بوصفها متهماً:

هناك اتهام للأسرة العربية الحديثة بتفكك العلاقات وفقر الأطفال عاطفياً، بسبب انشغال الوالد في جلب المال والوالدة بتحقيق ذاتها، مما يخلق بيئة لا تراعي مشاعر الأبناء.

لكل داء دواء (الفراغ الروحي):

يرد الكاتب على الخطاب الذي يلقي اللوم كاملاً على الظروف المحيطة ويتهرب من الإرادة الشخصية. ثم ينتقل إلى السبب الأهم: الفراغ الروحي.

إن عدم وجود صلة قوية بين المرء وربه يترك أثراً في الروح لا يمتلئ بغيره. فالإيمان القوي يبعث الأنس بالله، والافتقار إليه، والغنى به. (ومن فقد الله فماذا وجد؟)

من الفراغ العاطفي إلى الفراغ الوجودي:

في ظل غياب الدور الرئيس للدين في الإجابة عن التساؤلات الكبرى، أصبح كثير من الشباب متخبطين لا يعرفون الهدف من وجودهم بالأساس. فما معنى الحياة؟ وما معنى الموت؟ وإن كانت حيواتنا إلى الفناء فما الجدوى إذن من تحمل الألم والصبر على الابتلاء؟

إجابة العالم الرأسمالي: الترفيه والتشتيت:

يقدم العالم الرأسمالي الحديث الإجابة: عش في اللحظة الراهنة، امتلك كل وسائل الرفاه وعش كل الحيوات التي أردت، فلا داعٍ للتساؤلات الوجودية.

يؤكد الكاتب أن مخرجي الأفلام وصانعي السينما لا هدف لهم سوى إغراق الناس في المتع اللحظية، لإشغالهم عن التفكر في المعنى من الحياة.

كيف السبيل للخروج من مأزق الفراغ الوجودي؟

يكمن الحل في الإيمان بقول الله عز وجل: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾، أي الإيمان باليوم الآخر هو سبيل النجاة الذي لن يجد المرء راحة نفسه وطمأنينة قلبه إلا في ظلال طاعة الله وأنس القرب منه.

---

الفصل الرابع: السوشيال ميديا أصل كل الشرور

على الرغم من فوائدها الجمة، إلا أن السوشيال ميديا هي من أهم معززات الهشاشة النفسية في هذا الجيل. ويستعرض الكاتب خمس نقاط لأثرها السلبي:

1. جرعة النرجسية اليومية:

في قوقعة السوشيال ميديا الجميع يدور في فلك "أنا"، وقدر المشاركة والتفاعل في حسابك الشخصي هو ما يحدد هويتك. وإحدى تجليات النرجسية هي الاهتمام المفرط بالذات مقابل تهميش قضايا الأمة الإسلامية.

2. التغيير من أجل التغيير (فقدان الثبات):

نحن نعيش في حالة مجنونة من السرعة والتغيير المستمر، مما يسبب توقعات مرتفعة جداً وإحباطات متكررة جداً. يتوقع جيل المراهقين الإنجاز السريع والنجاح الفوري، وأمام صدمة الحياة يبدأ في التململ والهروب من تحمل أي مسؤولية.

3. ضاع تركيزنا:

من الآثار السيئة هو فقداننا للتركيز العميق طويل الأمد، وشلّ قدرتنا على التأمل بسبب شلالات التشتت الناتجة عن الرسائل السريعة والإشعارات. هذا الغياب لمساحات التأمل والمراجعة الذاتية قد يكون سبباً لانتشار الهشاشة النفسية وأعراض الحزن.

4. وهم معايير النجاح:

أصبح معيار النجاح شبه موحد (عدد المشاهدات والمشاركات). يتم رسم حياتنا بواسطة السوشيال ميديا: طموحاتنا، أحلامنا، أفكارنا، كلها تُصاغ وفق السائد فيها. ما أن يفشل الشاب في النجاح وفق هذه المعايير، حتى يدخل في دائرة من اليأس.

5. أفكار من ورق (المرونة السلبية):

من أجل حصد الإعجابات وتجنب العداوة، يبتعد رواد هذه المواقع عن تقديم محتوى حساس أو اتخاذ موقف حقيقي. فالأفكار في السوشيال ميديا مصنوعة من ورق، قابلة للتحوير والتكيف. وبمرور الوقت، يصبح الإنسان عاجزاً عن اتخاذ موقف، حتى في أعماق نفسه، وتتضرر قدرته على اختيار مشاعر أصلية وصادقة.

أرح عقلك ونفسيتك: الهروب من السوشيال ميديا:

الحل الأفضل هو إغلاق جميع منصات السوشيال ميديا لفترة لا تقل عن شهر أكثر من مرة سنوياً لأخذ قسط من الراحة النفسية والتعافي. ومن التكتيكات المقترحة أثناء الاستخدام:

  • إيقاف جميع الإشعارات والتنبيهات.
  • إيقاف الاتصال التلقائي بين هذه البرامج والإنترنت.
  • التركيز على مقالة واحدة أو معلومة ذات صلة بالاهتمامات، وعدم الخروج إلا بفائدة.
---

الفصل الخامس: لا تحكم على الآخرين!

تتكرر عبارات مثل (لا تحكم على الكتاب من غلافه) و (خليك في حالك ودع الخلق للخالق)، ولكن الكاتب يؤكد أننا لا نرفض فكرة الحكم (ذاتها)، فهذا تجريد للإنسان من فطرته وعقله الذي يميز بين الحق والباطل، والخير من الشر. إن تكرار هذه العبارات يؤكد تسلل مرض بسبب هوس الثقافة الغالبة بفكرة التسامح وقبول الآخر.

ثقافة تعزيز عقلية اللاحكم:

تنصح مارشا لينيهان، أستاذة علم النفس، بهجر الأحكام التقييمية (كأن تصف شيئاً بأنه سيئ أو جيد أو غير أخلاقي)، والاكتفاء بـ الأحكام التي تميز (كأن تصف شيئاً بأنه طويل أو قصير).

هذه الثقافة تنصحنا بأن لا نضع تعريفاً لما ينبغي أن يكون العالم عليه، بل علينا أن نترك مطالبتنا من الواقع أن يكون على شكل معين.

مراهقة دائمة، مساحات آمنة من اللاحكم:

في ظل هذه الثقافة، تولدت لدى قطاع كبير من الشباب حساسية مفرطة تجاه أي حكم عليهم. فلجأوا إلى الاندماج في "المساحات الآمنة" التي لا يعترض فيها أحد على أحد ولا ينصح فيها شخص شخصاً.

تظهر أزمة هنا وهي أن النفس تعتاد على عدم تحمل مسؤولية سلوكها وأفعالها، والتهرب من مواجهة أخطائها وعدم قدرتها على تحمل النقد أو النصح.

من اللاحكم إلى الحكم المنضبط:

يجب أن نُقيم أحكاماً صحية، تتفهم حال الشخص وتخاطبه بأسلوب حسن، وتقع في الإطار الأخلاقي للدين لا في إطار الأهواء الشخصية. وإذا تبنينا فلسفة اللاحكم، سنفقد بوصلتنا الأخلاقية ونعيش في عالم من اللامبالاة الأخلاقية.

موت النصيحة وموت النهي عن المنكر:

لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطورة ترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن مجاملة الناس دون نصحهم وإرشادهم يعني هلاك المجتمع بأسره لا الفرد وحده. كما ذم ربنا بني إسرائيل لتركهم إنكار المنكر.

---

الفصل السادس: مشاعرك الداخلية: أسوأ حَكم في حياتك؟

عبادة المشاعر:

لاحظ الفيلسوف الفرنسي ميشيل لاكروا أن جيل الألفية الجديدة صار يرفع المشاعر إلى حد القداسة ويعتبرها أداة لتحقيق ذاته، وأصبحت المشاعر أداة للتسويق بين أيدي المتحكمين في أنشطتنا الترفيهية.

هذا الشره للأحاسيس القوية يؤدي إلى تردي الإحساس الذاتي وإتلاف العلاقات بين الأشخاص، وانهيار علاقات الزواج بسبب غياب قيم الوفاء والإخلاص والاستقرار.

نعم للزواج لا للحب:

التصور المتطرف بأن الزواج لا يقوم إلا على الحب هو تصور خاطئ وغير دقيق. لا يمكن اعتبار مشاعر الحب مؤشراً للسعادة على المدى الطويل في الزواج.

يجب الاهتمام باعتبارات عملية لشريك الحياة مثل الثقة والأمانة والتقارب على المستوى الفكري والأسري والجدية في العمل وتحمل المسؤولية؛ فهذه هي خارطة الطريق إلى بيت آمن ومستقر ينمو الحب بين أركانه بشكل صحي وبسيط.

---

الفصل السابع: مخدرات الشغف

عبارات مثل (اتبع شغفك) و (الشغف هو العنصر الوحيد الذي يفرق بين الناجح والفاشل) تتكرر بشكل مهول، وهي شعارات مريحة تميل النفوس إليها، ولكنها قد تكون بمثابة "المخدرات الوهمية".

إذا لم أنجح في شغفي إذن أنا فاشل:

هذه الخطابات ترسم عالماً سعيداً متفائلاً، وما تلبث أن تنهار معنويات الشخص بالكلية في اللحظة التي يقرر فيها النزول إلى أرض الواقع المرير والصعب. وعندما يفشل الشخص، يلقي اللوم على كسله وخموله، فـ "أنت فقير لأنك فاشل وبليد".

لقمة العيش أولاً:

يتساءل الكاتب: "ما قيمة الشغف إذا لم تكن قادراً على تأمين معيشتك؟". ويؤكد أننا بحاجة إلى رسم خطط واقعية للشباب وتوجيههم إلى آليات السوق بدلاً من تخديرهم بالمسكنات التحفيزية.

الخروج من دوامة الشغف:

يمكن استبدال هذا الخطاب الشغوف البائس بخطوتين عمليتين:

  1. التطوير المستمر في المهارات والبحث عن الفرص لا الشغف، وخوض تجارب جديدة، والتعلم الدائم بلا توقف.
  2. تحقيق التوازن بين أربعة دوائر:
    • دائرة الشغف واهتماماتك الشخصية.
    • دائرة العمل والكسب والدخل.
    • دائرة المهارات والإمكانيات.
    • دائرة الرسالة والدعوة دينياً.
---

الفصل الثامن: أنا مريض نفسي إذاً أنا أفعل ما أريد

التعاطف مع الشرور:

هذه حالة التعاطف مع الأشرار والأفعال الشريرة تهدف إلى رفع الحالة النفسية إلى مستوى القداسة، لتصير الحالة النفسية عذراً مقبولاً لأي إجرام كان، أو على الأقل مبرراً لتخفيف الجزاء.

المتهم مجرم حتى تضع نفسك في مكانه:

كلما تم تصوير خلفية عن معاناة الشخص الشرير، فإننا نميل إلى عزو أفعاله الشريرة إلى الظروف الخارجية (قسوة طفولته، طلاق والديه) لا إلى شره الداخلي. ومن ثم يصير الشرير ضحية بدلاً من مجرم.

"الاضطراب النفسي للأسف يتم استخدامه وتعريفه بشكل فضفاض"، وإذا فتحنا باب التبرير للأفعال عبر حالة مرتكبيها النفسية، يمكننا أن نصنع فلتراً ننتقي من خلاله أي الحوادث يمكننا تبريرها.

متى يعتبر الاضطراب عذراً في الشريعة؟

التكليف الشرعي له شروط ينبغي توافرها، من أهمها: العقل والفهم والأهلية. وهذا ما يقرره أهل الاختصاص من أطباء النفس وفقهاء الشرع.

الأصل هو أن الإنسان مسؤول عن تصرفاته، وعن عواقب أقواله وأفعاله، مقصراً كان أو مجتهداً، حزيناً كان أم سعيداً، وهذا ما قررته نصوص الشريعة في القرآن والسنة.

---

خاتمة الملخص وملاحظات المراجعين

عدَّ الكاتب هذا الكتاب مجرد محاولة اجتهادية وصرح بحاجة أفكاره المطروحة إلى الاهتمام المكثف.

ملاحظات المراجعين:

  • الكتاب يحتاج لاستفاضة أكبر في بعض التفاصيل والإجابة بشكل أكثر وضوحاً، كباب العدم والوجود الذي اختُزلت فيه قضايا كبرى.
  • يؤخذ عليه كثرة الاستشهادات في بعض الأبواب مما أضعف ترابط الفكرة ووضوحها.
  • في باب الفراغ العاطفي، تداخلت المعاني بين الاحتياج الفطري والاحتياج بسبب الفراغ العاطفي، ولم يُهتم لدور البيئات والثقافات المتنوعة.

بالرغم من هذه الملاحظات، فقد أبدع الكاتب في إيقاد حماسة القارئ الإيمانية مع إنعاش فطرته بإعادته في كل فصل إلى مرجعيته الشرعية، وذلك بعرض الموقف الشرعي من تلك الأفكار الوافدة.

قام بالتلخيص: أحلام محمد، رحماني فاطمة الزهراء، فاطمة علي، وفاء شمسان، هند النزيلي.

مراجعة وتصحيح: فاطمة محمد.

تنسيق: صفاء السامعي.

يناير 2021

تعليقات