القائمة الرئيسية

الصفحات

 




مــــــن حــياة ابراهيم عليه السلام   

بقلم : عبدالله سعيد الصامت

 كان نبي الله ابراهيم عليه السلام  ،

قدوة للناس (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) )  ـــ الانعام  ــ

وكان ابراهيم كثيرا ما يدعوا الله عز وجل يسأله الولد  ، فلم يكن له ولد،

وكان يحب ان يكون له ولد ، يحمل الرسالة من بعده

حتى بلغ الثمانينين من عمره ،وهو يسأل الله الولد ، ومع هذا لم يستبطئ الاجابة او يبلغه القنوط ،

لان القنوط من رحمة الله ،من سمات الضالين كما كان يقول هو   .

بل انه استمر يدعو ويدعو ،على غير عادته ،فقد كانت عادته،

ان يدعو الله بشىء يريده فيستجاب له، واذا كان الله سمى نفسه المجيب ،لانه يستجيب الدعاء من خلقه،

فكيف بأبراهيم خليله ،

وقد قال : عنه القرآن انه يقول  : (( ان ربي لسميع الدعاء ))  ـــ ابراهيم  ـــ      .

وعندما بلغ الثمانين من عمرة وهو يدعو ،وباتت امرأته عجوزا وهي تنتظر الحمل   .


جاءتها الملائكة بالبشرى ،

فتعجبت امرأته من ذلك  !

 (( قالت ياويلتى أألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب ))  ــــ  هود  ـــ 

فقالت لها الملائكة  ،مستغربة من قولها ،  (( اتعجبين من امر الله رحمة الله عليكم اهل البيت إنه حميد مجيد  )) ـــ ثم حملوا البشارة الى ابراهيم عليه السلام فقال لهم:((أبشرتموني على ان مسني الكبر فبما تبشرون )) قال : هذا بعد ان كاد ان يدخله القنوط ،وحا شاه ان يدخله القنوط وهو خليل الله (( قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين  ))  ...

عند ذلك تذكر ان القنوط لا يمكنه ان يتسلل الى قلب من كان ،موقن برحمة ربه،

مؤمن به   .

فقال :(( ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون )) ــــ الحجر  ـــ   ....

 ولما كان ابراهيم قد دعا ربه وصبر ،

ولم يقنط من رحمة الله ،

استجاب الله له ،واكرمه بأكثر مما سأل ،حتى قال : شاكرا لنعمة ربه

(( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ))  ــ ابراهيم  ـــ


واتسعت رحمة الله عليه وكرمه ،بدعائه فوهب له ،

 اسماعيل واسحاق ،بل وزاده يعقوب نافلة اي زيادة على دعائه،

فلم يكتف بأن اعطاه كما سأل بل زاده نافلة على ،سؤاله وهو يعقوب    .


ثم لما كان فضل الله كثيرا على من سأله .

 لم يكتف بأن اعطاه يعقوب نافلة او زيادة ،

بل جعل في ذريته النبوة والكتاب  (( ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وأتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين  ))  ـــ العنكبوت   ـــ 

فقد كانت النبوة في ذريته من بعده ومن نسله  (( ومن ذريته داؤود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون  وكذلك   نجزي المحسنين) ) (( وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلاًّ فضلنا على العالمين  )) ـــ الانعام ـــ

بل لقد أكرمه الله بدعوته وصبره فستجاب له ،بأكثر مما سأل  .

وأستجاب سؤاله حين سأل ربه فقال (( وجعل لي  لسان صدق في الآخرين ))  ـــ الشعراء  ـــ 

فكان من ذريته،من قاد آخر الأمم وأحياها،

 محمد صلى الله عليه وسلم ،

ولعله هو الولد الذي كان يطلبه ، ويشتاق إليه

والذي لأجله دعا ربه ،وسأله منه وصبر واحتسب   .


تعليقات