القائمة الرئيسية

الصفحات


          


  نــــــــهايــــــة التــــأريـــــخ


 بقلم :  عبد الله سعيد الصامت

عبر التأريخ ، أوجد الإنسان حضارات عديدة  ، ولقد عرفنا أن كل حضارة من تلك الحضاراتالسابقة التي أسهمت دول عظمى في قيامها ،وكان  لها  حظور بارز ، وقد تميزت كل حضارة عن غيرها ، من الحضارات في فن او علم معين.

وجاءت حضارة اليوم لها مميزات متعددة ، ميزتها عن غيرها من الحضارات التي خدمت الانسان  ،وربما كانت افضلها لانها امتلكت العلم والتكنولوجيا، وفجرت الثورة الصناعية ،ودخلت ثورة المعلومات ،وتسابقت فيما بينها في  الفضاء ، فلم تسبقها  حضارة اخرى في هذا المجال من قبل .

 نقول هذا على الرغم من ان علماء الاثار يؤكدون ، أن هناك حضارات كانت قد تفوقت ، على هذه الحضارة بعلوم معينة ، كالحضارة الفرعونية مثلا التي مازالت ، آثارها باقية إلى اليوم .

والحقيقة المؤسفة ، كما يبدو أن هذه الحضارة، سوف تكون آخر الحضارات، على هذه الارض ، لأنها تكتب الآن نهاية التأريخ بيدها   .

نعم أن هذه الحضارة ،قد حققت للإنسان ،كثيرًا مما كان يحسبه ،حلما لا يمكن تحقيقه    .

ولكنها انحدرت به في منزلق خطير ،

سوف يصل بها في نهاية المطاف ، الى نهاية النهاية .

وهذا المنحدر ،تمثل في خطرين ، يهددان البشرية برمتها، وينذران بنهاية التأريخ   .

الخطرالاول انها فشلت ، في الجانب الاخلاقي الاجتماعي الاسري ،

حيث أدخلت المجتمع الغربي ، في وضع يدعو الى القلق ، ولن يقف خطر هذا الامر على المجتمع الغربي فقط ، بل إنه سوف يتعداه إلى المجتمع البشري بأسره     .

انما وصلت اليه اليوم الحضارة الحديثة ، من انحراف في العلاقات الإنسانية ،ليشكل ،خطر حقيقيًا على البشرية ،والذي تمثل ،بالإعتراف الرسمي لبعض الدول في الغرب بالزواج المثلي ،وهذا الامر الذي يحكي لنا القرآن الكريم ، أن قوم لوط كانوا قد شرعوه ، في بداية التأريخ ،حتى  تبدلت فطرتهم ،وإنسانيتهم وأخلاقهم ، وتغيرت عندهم المفاهيم والأذواق ، فكان تدميرهم بسبب الغضب الالهي الذي حل بهم من الله ،عزوجل   .

وقد كانت حكمة الله بالغة ،حينما نزل بهم ذلك العذاب ،

لانهم كانوا قد اقدموا ،على عمل ،أفسد فطرتهم السليمة، وحولهم الى مخلوقات مشوهة في تفكيرها وأذواقها، حتى إنهم استحسنوا الإنحراف والفساد والقبح، ونفروا من الجمال والذوق السليم ، وتشوهت لديهم القيم الحسنه الجميلة ، وتمزقت العلاقات الإنسانية بينهم ،وفسدت علاقة الحب والمودة بين الرجل والمرأة، وانتهت شاعرية الإعجاب بين الرجل والمرأه، وانتهى الحب العذري ،والحب الفطري ،والحلم بالمشاركة الطبيعية بين الجنسين ، وتمزقت ،الروابط الإجتماعية ،وعلاقة الرحم والقرابة، وفسد المجتمع ،فأصبحوا مخلوقات مشوهة تحب المنكر والفساد وتكره الخير ، وغيرت الذوق ، والاحساس وتغيرت عندهم  مفاهيم الجمال والقبح، والطهارة والنجاسة ، فكانوا يرون القبح جمال والجمال قبحًا.

فقد قالوا لنبيهم ،كما جاء في آيتين من القرآن الكريم  (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون   ) ــــ النمل  ـــ

وفي آية اخرى ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون ) ـــ الاعراف ــ توضح هاتان الآيتان ،مدى تبدل المفاهيم لديهم ،والفطرة السليمة ،حتى غدو ،يرون الفساد والقبح والنجاسة ،شيئا ضروريًا ،في حياتهم ،

لا يمكنهم الاستغناء عنه ، والطهارة شيء منبوذ،

ولقد قال لهم نبيهم (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر ) ـــ العنكبوت ــ  .

اصبحوا يمارسون المنكر بتقبل وبشكل جماعي وكانوا يقطعون السبيل ويرضون به ،ويأتون الفاحشة ،وربما قننوا لها واستساغوها ،بعد أن تغيرت فطرتهم بسبب هذه الأفعال  .

ولقد قال لهم نبي الله لوط حينها (ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين) ــــ الاعراف  ــ

(ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين )ــــ العنكبوت  ــــ  وهنا ينكر عليهم نبيهم ،

بقوله ، إن هذه الفاحشة ،ما فعلها قبلكم أحد من العالمين ،وكلمةالعالمين جمع عالم  ،اي من العوالم كلها ،فهذا العمل ما وجدناه ،كما قال لهم عند أي من المخلوقات سواء كان البشر او غيرهم ، وإلا لتشوّه الكون وفطرة الخلق   .

اذا انما يدعو للاسف ،ان تجيز هذه الدول ،مثل هذا الزواج ،غير مدركة لمآلاته ، التي سوف تؤدي الى فساد الكائن البشري ومجتمعه، وربما فساد الطبيعة كلها في أذواقه وربما تغيرت القوانين ،بحسب هذه الأذواق الفاسدة ،والذي بالتالي سوف يؤدي إلى فساد الطبيعة كلها وسوف تكون نهاية التاريخ  .

الأمر الآخر الذي يتهدد ،البشرية وينذر بنهاية التاريخ، هو ماتجمعه ،وتخزنه  الدول ، الدول العظمى من سلاح تدمير شامل ،

يهدد بدمار البشرية،وغيرها بهذا السلاح ،والذي به سوف تكون نهاية التأريخ  لا قدّر الله.

    

تعليقات